1-تجنيب الطفل العزلة :
يقول / توم كراتيري / الخبير بعلم نفس الطفل:
" إنّ الطريقة الأفضل لتجنيب الأطفال
الشعور بالعزلة (الوحدة)، هب أن يكون الوالدان اجتماعيين.."
يؤكّد هذا القول، دور الأسرة بوصفها مؤسّسة
اجتماعية، تتضمّن في إطارها العام، إقامة علاقات تفاعليّة بين أفرادها بما يسهم في
تربيتهم تربية اجتماعيّة سليمة.. وبما أنّ الأسرة ممثّلة بالوالدين، فهذا يقتضي أن
يتمتّعا بالروح الجماعيّة ويعمدا إلى تكوين صداقات مع الأبناء.
إنّ جلوس الوالدين مع الأطفال، ومناقشتهم في
بعض الأمور العائلية، وإشراكهم في استقبال الضيوف وزيارة الأقارب والأصدقاء، وغير
ذلك من النشاطات الاجتماعية، التي يتيح للأطفال فرص التفاعل الاجتماعي مع الكبار
والصغار، وتبعدهم عن الوقوع في العزلة أو الشعور بالخجل أمام الآخرين. ويتيح لهم
بالتالي اختيار الأصدقاء وفق الصيغة المثلى التي يتعلّمنها من والديهم، الذين
يمثّلون القدوة في الاختيار والتعامل.
2-
تهذيب الطفل وتهذيب المجتمع :
يقول الفيسلوف والتربوي / جان ديوي /:
" إذا أردنا تهذيب المجتمع، فلنهذّب
الطفل.. وعلينا تهذيب الطفل منذ طفولته الأولى ".
ينطوي قول / ديوي / هذا، على أهميّة كبيرة
لتربية الفرد / الإنسان، وبناء شخصيّته على أسس سليمة وقويّة، ليكون عضواً فاعلاً
ومفيداً لذاته ولمجتمعه.
وبما أنّ المجتمع هو: مجموع من الأفراد الذين
يشكّلون بنيته (الاجتماعية والثقافية والأخلاقية) وبما أنّ التربية هي إعداد
الأفراد للتعايش الإيجابي في هذا المجتمع، فإنّ بناء شخصيّات الأفراد بناء
متوازناً ومتكاملاً وتربيتهم على القيم الاجتماعية النبيلة، ينتج عنه بالضرورة
مجتمعاً متماسكاً، تجمع بين أفراده (أعضائه) وحدة
الأفكار والأخلاق والسلوكات. وبذلك تتحقّق طبيعة التربية بوصفها عملية
اجتماعية في منطلقاتها وأهدافها.
3-مشاركة
الآخرين مشاعرهم :
يقول الفيلسوف / وايمان /:
" إنّني لا أسأل الجريح عن جرحه.. وإنّما أشعر كأنّني جريح مثله.."
إنّ في هذا القول دعوة تربوية لغرس المشاعر
الإنسانية النبيلة، من خلال تنميّة المحبّة والغيريّة، تجاه الآخرين، والمشاركة
الفعّالة في تقديم المساعدة لهم. وهذا كلّه يندرج في إطار التعاطف الإنساني
الراقي، الذي يدخل في علم الأخلاق ودلالاتها الإنسانية.
فالعطف هو الشعور الصادق بحالة الآخرين،
والإحساس بالشفقة وتقديم المواساة الضرورية لهم.. وهذا ما يجب أن يأخذه الوالدون
والمربون في حساباتهم التربوية، من خلال الخبرة التي يتمّ إكسابها للناشئة، وما
يتبع ذلك من الممارسة والتقويم والتعزيز لأنواع السلوكات التي يقومون بها، بحيث
تصبح صفات أصيلة في شخصياتهم.
وعندما نتأكّد من أنّنا زرعنا في نفس الطفل،
محبّة الناس والتعاطف معهم، يمكننا أن نطمئنّ إلى أنّ الطفل قد أصبح قادراً على
الإحساس بآلام الآخرين، بقلبه وبعقله، وهو قادر بالتالي على القيام بمبادرة ذاتيّة
لمساعدتهم، كلّما تطلّب الموقف ذلك..!!
4-
تمرّد الطفل :
يقول أحد المربّين:
" إذا رأيت أيّها الأب، طفلك متمرّداً
عليك، فاسأل نفسك: هل احتضنت طفلك هذا، في ذلك اليوم..؟! "
ينطوي هذا القول على تنبيه للآباء والأمّهات،
ولا سيّما الذين ينغمسون في زحمة الحياة اليوميّة، لكي يكونوا قريبين من أطفالهم.. يخصّصون وقتاّ
للجلوس معه كلّ يوم، يحدّثونهم، يداعبونهم ويلعبون معهم.. ويصطحبونهم في زيارة اجتماعية
أو ترويحيّة.. فهذا من حقّ الأطفال على والديهم.
إنّ الأطفال في هذه الحال، يشعرون بدفء الحبّ
الوالدي الذي يوفّر لهم الراحة والاطمئنان، ويبعدهم عن التوتّرات العاطفية
والمزاجيّة.. فيكونون أكثر هدوء واستقراراً، ويقبلون على والديهم بابتسامة تعبّر
عن رضاهم وسعادتهم.
أقراء ايضأ : أقــوال تـربـويّـة 2
5 -
الآباء قدوة للأبناء:
يقول مثل تربوي:
" إنّ آثار الأقدام التي يقتفيها الابن.. قد تكون تلك التي اعتقد الأب أنّه أخفاها.."
يبيّن هذا القول، الخطأ الذي يرتكبه الوالدون
عندما يعتقدون أنّ أطفالهم – ولا سيّما الصغار منهم – لا يدركون أبعاد بعض
السلوكات التي يقوم بها والديهم، بحجّة أنّ الأطفال ما زالوا صغاراً، ولا يعيرون
أيّ اهتمام بهذه الأمور، أنّها لا تثير انتباههم.. لكنّ الواقع غير ذلك.
فالطفل، كما يُعرَف عنه، مراقب ممتاز ومقلّد
بارع، حتى لأصغر الأمور إذا ما أعجب بها. فهو ينتبه ويدرك بطريقته الخاصة، ويختزن
كثيراً من الصور السلوكيّة التي تمرّ أمامه، وتثير اهتمامه، ويتحيّن الفرصة
المواتي لكي يقلّدها ويمارسها بطريقته.
ولذلك، ينبغي على الآباء والأمّهات إن يكونوا
حذرين جدّاً في أقوالهم وأفعالهم أمام الأطفال، ولا يستهينوا بقدراتهم، ولا سيّما
إذا شعر أحد الوالدين بأنّ ثمّة خطأ ما في قوله أو فعله، وعليه أن يتجنّبه قبل أن
يصل إلى الطفل، أو الأطفال.
6-إعمال
الأطفال انعكاس لحياة الأسرة :
يقول أحد المربين:
" إنّ أعمال بعض الأطفال، تدلّ على أنّ
آباءهم أبحروا في محيط الحياة الزوجيّة من دون مجذاف.."
لا شكّ أنّ الأبناء نتاج والديهم، وراثيّاً
وتربوياً.. وهذا القول يؤكّد حقيقة المهمّة التربوية / الإنسانية للحياة الزوجيّة.
فالزواج ليس اجتماعاً فقط بين رجل وامرأة للعيش في بيت واحد وإنجاب الأطفال،
وإنّما هناك ما هو أسمى من ذلك، يتمثّل في تربية الأطفال وتنشئتهم وفق معايير
اجتماعية / سليمة، وقيم أخلاقية سامية. وهنا يتجلّى نجاح الحياة الزوجيّة.
ولا بدّ من التذكير، بأنّ الوالدية شيء
والتربية شيء آخر.. فمن السهولة بمكان أن نكون آباء أو أمّهات، ولكن من الصعوبة
بمكان أن نكون مربّين أو مربيات..وهذا ما يجب أن يدركه الوالدان، حيث يكون التكامل
هو المطلوب في الحياة الزوجيّة / الأسرية.
7-الحياة
كتاب :
يقول / جولدين /:
" الحياة كتاب جميل.. ولكنّه غير ذي نفع
لمن لا يستطيع قراءته.."
يرتبط هذا القول بحبّ الحياة والتفاؤل الذي
يجمّل هذه الحياة، ويعطيها طعم السعادة والطموح.. الأمر الذي يتطلّب من الوالدين
والمربين، أن يفتحوا للأطفال / الناشئة منذ الصغر، نوافذ الحياة الجميلة وأبوابها
الواسعة.
وهذا يعني أن يعمل الوالدون والمربّون، على
زرع معنى الحياة وقيمة الحياة في نفس الأطفال وعقولهم، والتركيز على دور الإنسان /
الفرد في هذه الحياة، من خلال العلم والعمل، والسلوك الحميد والتفاؤل، بحيث يكون فاعلاً إيجابياً وليس منفعلاً
سلبياً.. وذلك كلّه يضفي جمالاً خاصاً على الحياة، ويعطيها معاني سامية..
8-الأطفال ورباط الزوجيّة :
يقول / فرانكلين جونت /:
" كثيراً ما يحفظ الأطفال رباط
الزوجيّة.. حيث يشغلون والديهم طويلاً بالعراك، بعضهم مع بعض.. "
من المعروف أنّ الأطفال – وإن كانوا صغاراً-
يراقبون تصرّفات الكبار من حولهم، ولا سيّما في الأسرة. ويقلّدون كثيراً من هذه
التصرّفات التي تثير اهتماماتهم. ولكنّهم –في المقابل- يلجأون إلى افتعال بعض
الأمور التي تثير انتباه الوالدين، والتي قد تتعلّق بالوالدين تحديداً..
فالطفل من خلال مراقبته للتعامل بين والديه،
يفهم بحسّه المرهف والصادق طبيعة هذه العلاقة، فيحاول بين الحين والآخر، افتعال
أمر ما (حَدَث) لتحريكها إذا ما لاحظ أنّ ثمّة فتوراً فيها. وبذلك ينخرط الوالدان
في الأمر المفتعل، من دون أن يدركا مقاصد الطفل.
وبذلك، يَشغُل الطفل والديه، ويبعث الحيويّة
في علاقتهما، حتى وإن كان ذلك بأسلوب الخلاف والنقاش الحادّ.. فاحذروا أيّها
الوالدون ولا تستهينوا بأطفالكم..!
9-
الأطفال وتعلّم الأخلاق :
يقول أحد المربّين:
" أشقّ مهمّة يواجهها بعض الأطفال، هي
تعلّم الأخلاق الطيّبة من دون أن يروا شيئاً منها.."
لقد أثبتت الدراسات التربوية، أنّ الطفل لا
يتعلّم بالأقوال وحدها، والتي تعتمد التلقين المملّ والوعظ المباشر، وإنّما يحتاج
هذا التعلّم إلى شواهد ومواقف حيّة محسوسة وملموسة، تجسّد أمام بالفعل والممارسة،
لكي يقتنع بها وبتمثّلها، وبالتالي يمارسها بصورة تلقائيّة (ذاتية).
واستناداً إلى مبدأ (القدوة في التربية) وتجسيداً للمثل القائل: " الأفعال أقوى
من الأقوال" فإنّ يتوجّب على الوالدين والمربين، أن يجسّدوا أقوالهم في أفعالهم ومواقفهم، الاجتماعيّة
والأخلاقية، وبذلك يستطيعون أن يغرسوا في نفوس الأطفال، القيم النبيلة والأخلاق
الحميدة.
10-لأطفال
والحاجات الاجتماعيّة :
يقول مبدأ تربوي:
" إنّ الأطفال يختلفون كثيراً في احتياجاتهم
الاجتماعية..حتى داخل الأسرة الواحدة.."
يؤكّد هذا القول مبدأ (الفروق الفرديّة) بين
الأخوة، ليس في النواحي الجسدية فحسب، بل وفي النواحي العقلية والوجدانية وأيضا
الاجتماعية.. والتي تعتبر من الحاجات الأساسيّة لتنمية شخصيّة الطفل
المتكاملة..وهذا يتطلّب من الوالدين تعرّف طبيعة كلّ طفل من أطفالهما، وتحديد
حاجاته النمائية، ومن ثمّ اختيار الأسلوب المناسب للتعامل معه وفق هذه الطبيعة
وحاجاتها، وإن كانت الأهداف التربوية واحدة
بالنسبة للأطفال جميعهم.
فقد يكون لدى أحد الأطفال استعداد للانفتاح
الاجتماعي، والتفاعل مع أخوته وأترابه، بينما يكون هذا الاستعداد ضعيفاً عند طفل
آخر، ولا يعدّ ذلك انحرافاً في طبيعته. وإذا كان الطفل بحاجة إلى النموّ الاجتماعي
لكي يتكيّف مع محيط الخاص والعام، فما على الوالدين إلاّ زيادة إشراكه في النشاطات
الاجتماعية، كمناقشة بعض الأمور الأسرية، والعمال الجماعية، وتشجيعه على بناء
صداقات مع الأطفال الآخرين في المدرسة أو في النادي..وغيرها.
يقول مثل صينيّ:
" تبدأ العادات كخيوط العنكبوت.. ثمّ لا
تلبث أن تصبح حبالاً سميكة.."
تكتسب العادات كلّها (الإيجابية والسلبية) من
خلال التربية الأسرية، بما فيها من مثيرات وتوجيه وتقليد وممارسة.. حيث تبدأ من
سنوات الطفولة الأولى، ومن ثمّ تنمو وتتطوّر إلى أن تصبح من صفات الإنسان / الفرد،
في إطار نسيجه المتكامل / الذاتي والاجتماعي.
وهذا يعني أنّ تكوين العادات لا يتمّ دفعة
واحدة، بل وفق خطوات متتالية تترافق مع المراحل النمائية عند الطفل، فتقوى وتتأصل
بحيث لا تستطيع أيّة مؤثّرات أن تشوّهها أو تلغيها، إلاّ في حالات نادرة جدّاً..
ولكي يتمّ تكوين العادات بصورة سليمة، ينبغي
البدء بالعادات الفردية والأسرية، ومن ثمّ توسيع الدائرة إلى العادات الاجتماعية
العامة، بحيث تنتظم هذه القيم في منظومة، تعمل كمحرّكات وموجّهات لسلوكات الفرد
ومواقفه الحياتية.
12-التربية
والحياة :
يقول / جون ديوي /:
" إنّ التربية هبي الحياة ذاتها..
وليست الإعداد للحياة.."
تعرّف التربية – بمفهومها الشامل- بأنّها
إعداد للحياة، ومن خلال الحياة ذاتها.. وهذا يعني أنّ على التربية (والمعنيين
بالتربية) تهيئة المناخات التربية لحياة حقيقيّة يعيشها الأطفال، وكأنّهم أعضاء
فاعلين في المجتمع، حيث يكلّفون بأعمال ومناشط
ترتبط بالواقع المحيط، تتوافق مع قدراتهم
واهتماماتهم، وتنمّي لديهم القيم (النفسيّة والأخلاقيّة والاجتماعيّة) اللازمة
للحياة العامة.
وهذا كلّه يعزّز ثقة الأطفال بأنفسهم،
وبقدراتهم على مواجهة متطلّبات الحياة المقبلة، والتفاعل مع الأفراد الآخرين في
المجتمع، من أجل تحقيق الذات والعمل الجادّ والمثمر..!
13-إصلاح الآباء قبل الأبناء :
يقول مبدأ تربوي:
" إنّ حاجة الأب إلى إصلاح نفسه... أشدّ
من حاجته إلى إصلاح أبنائه.."
إنّ أهميّة هذا القول تكمن في تأكيده مبدأ
(القدوة الحسنة) الذي تشدّد عليه التربية بصورة عامة والتربية الأسرية بصورة خاصة،
ولا سيّما دور الأب باعتباره يمثّل رئيس المؤسّسة الأسرية، وقائدها ومديرها، فيكون
بأداء أدواره هذه، قدوة لأبنائه في القول والفعل.
وبما أنّ السلوكات كلّها مكتسبة، ومن الأسرة
أولاً، فإنّ على الآباء والأمهات أن يقوّموا بين الحين والآخر، سلوكاتهم وأساليب
حياتهم لكي يتمكّنوا من آدا أدوارهم التربوية في تقويم سلوكات أبنائهم، الذين
يقتدون بهم ويكتسبون منهم معظم صفاتهم الشخصيّة.
14-أخطاء
الكبار ومعاناة الصغار :
يقول / دستوفيسكي /:
" من المعقول أن يعاني الكبار جزاء
خطاياهم.. أمّا أن يعاني الأطفال الأبرياء، فأمر يمضّ القلب والعقل معاً.."
إنّ البيئة التربوية (الأسرية / الاجتماعية)
هي المسؤولة عن تفعيل المورّثات (الاستعدادات والقدرات) التي يحملها الطفل،
وإكسابه الصفات السلوكيّة والقيم الحياتية. ولذلك، لا يجوز أن يكون الطفل مسؤولاً
عن إي خطأ يرتكبه، إلاّ بعد أن يصل إلى مرحلة النضج والبلوغ، ويكون قادراً على
إدارة أموره بنفسه، ومسؤولاً عن تصرّفاته، حيث يمكن محاسبته على أي فعل يخالف
القيم والأنظمة الاجتماعية السائدة.
وهذا يقتضي من الوالدين والمربين، إبعاد
الأطفال عن كلّ ما يسيء إلى طبيعتهم البريئة / الطيّبة، وتعويدهم التمييز الواعي
بين الأمور الحسنة والسيّئة، الخيّرة والشريرة، وتقدير نتائج الخطأ قبل الوقوع
به.. فالوالدون والمربّون مسؤولون عن تربية الأطفال، ولا يجوز أن يحاسب الأطفال
على أخطاء تربوية لا ذنب لهم فيها.
15 -الأطفال
والرأفة :
يقول / تولستوي /:
" إنّ الأطفال لا يجيدون
الرأفـة..!!"
أجل..! إنّ الأطفال – أحياناً- لا يقدّرون
ظروف والديهم، سواء كانت اجتماعية أو اقتصاديّة.. فلا يكلّ الأطفال ولا يملّون من
الطلبات بلا رحمة أو رأفة بوالديهم.. ولكنّ هذا لا يعني أنّ الأطفال قساة القلوب،
وإنّما هم أنانيون – إلى حدّ ما – لا يهمّهم سوى الحصول على ما يلبّي حاجاتهم
ويؤمّن مطالبهم... وهذا من طبيعة الطفولة، ولا سيّما في مراحلها الأولى.
وهذا يحمّل الوالدين مسؤوليّة التعامل مع
الطفولة، بإدراكها وعقلنتها، ومن خلال الحوار والإقناع بحيث تؤمّن مستلزمات
الأطفال وفق الإمكانات المتاحة.. فيتفهّمون أوضاعهم الخاصة ويعتادون على التقويم
السليم للأمور، والأخذ بالخيار المناسب من بدائلها.
16-عقاب
الطفل بالضرب :
يقول مثل هندي:
" الطفل الذي لم يتعوّد الضرب... يبكي
إذا لمسته.."
إنّ في هذا القول حكمة تربوية عظيمة، تؤكّد
فكرة الابتعاد عن استخدام الضرب كأسلوب عقابي رادع في التعامل التربوي مع الأطفال،
مهما كانت أسباب العقوبة ودواعيها.
وبما أنّ التربية تتعامل مع الطفل / الإنسان،
بمشاعره النقيّة وأحاسيسه المرهفة، فإنّه من المناسب الاستغناء عن أساليب العقاب
الجسدي التي تهين كرامة الطفل الإنسانية، واستبدالها بأساليب التأنيب المؤقتّة
ووسائل التعزيز النفسي ذات التأثير الفعّال والدائم عند الطفل.
ولا شكّ أنّ استخدام التعزيز أفضل من العقاب،
لأنّ في التعزيز تنمية عواطف الطفل وإرهاف مشاعره، وتقوية ثقته بنفسه تجاه تحليل
المواقف الإيجابية والسلبية، والأخذ بما هو حَسَن منها. وهذا من مسؤوليّة الوالدين
في التربية الأسرية أولاً، ومسؤوليّة المربين (المعلّمين) في المؤسّسات التربوية
المختلفة ثانياً، وفي إطار العمل التربوي المتكامل.
17-شجار
الزوجين محكّ لتربيتهما :
يقول / برنارد شو /:
" محكّ تربية الرجل والمرأة، هو.. كيف
يتصرّفان إثناء الشجار...! "
يؤكّد مضمون هذا القول، عمق العلاقة الروحيّة
التي يجب أن تربط الشراكة الزوجيّة، وانعكسات هذه العلاقة على التعامل بين الزوجين
فيما بينهما من جهة، وعلى تعاملهما مع الأبناء من جهة أخرى.
إنّ هذه العلاقة تظهر مستوى التربية التي نشأ
الزوجان في ظلّها، وأهّلا من خلالها للحياة الزوجيّة وبناء الأسرة. فكلّما كانت
العلاقة الزوجيّة سليمة، كانت كفاءة الزوجين أكثر قدرة على التفاهم، وحلّ الخلافات
التي قد تحدث بينهما، ممّا يسهّل بالتالي دورهما في تربية الأبناء.
وهذا ما ينبغي على الوالدين التنبّه له، حتى
في حالات الاختلاف الشديد والشجار الحاد، التي لا يجوز أن تنتهي أو تحلّ، إلاّ
بالتفاهم والمودّة والاحترام المتبادل، بما يعزّز الثقة بين الطرفين (الزوجين)، ويخفّف من حدّة التأثيرات السلبية التي قد تحدث
عندهما أو عند الأبناء.
سبحان الله والحمدالله والاالله والاالله والله اكبر والاحول والاقوة الابالله
ردحذف