1-الطفل
المدلّل والفشل الاجتماعي :
يقول / ماك برايد /:
" إنّ الطفل الذي كان يرى نفسه قرّة عيون
والديه، يعتق أنّ عندما يكبر ويصبح رجلاّ كاملاً، يجب أن يكون محبوباً من الجميع
ومحترماً.. فإذا لم يجد من يعتني به ويحترمه، يفقد هدوءه، وقد يلجأ إلى الانتحار
أو بغض الآخرين.. "
ينطوي
هذا القول على تحذيرات شديدة، موجّهة للوالدين بالدرجة الأولى، ولا سيّما أولئك
الذين يفرطون في تدليل أطفالهم، والإشادة المزيّفة / الخادعة بالأعمال التي يقوم
بها الأطفال، إلى حدّ يعتقد فيه هؤلاء أنّهم محبوبون من الناس الآخرين كما هم
محبوبون من والديهم..ولكنّ الصدمة ستكون كبيرة عندما يكتشف الأطفال عكس ما
يعتقدون، وقد يصل بهم الأمر الفشل الذاتي والاجتماعي، حيث يكرهون أنفسهم ويحقدون
على من حولهم، ولا سيّما الوالدون، لأنّهم أوصلوهم إلى هذا الأزمة التي يصعب عليهم
التخلّص منها.
2-الابتعاد
عن التأديب الصارم :
تقول المربيّة المشهورة / ماريا مونتسوري /:
" إنّ اللجوء إلى التأديب الصارم، أمر
غير مستحبّ.. وخير منه، تنمية قدرات الأطفال على اتخّاذ القرارات، وعلى الفهم
وإدراك العلاقات بين الأمور والأشياء.. وهنا يصل الأطفال إلى المرحلة التي
يستطيعون فيها، تهذيب أنفسهم بأنفسهم.."
يؤكّد هذا القول فشل أسلوب المعاملة القاسيّة،
الذي يعتمد العقاب والشدّة والقسر في تربية الأطفال، ويحذّر من الأخذ به، ويدعو
إلى الابتعاد عنه..لأنّ ذلك كلّه سيؤدّي إلى نفور الأطفال من الكبار، بمن فيهم
الوالدان، وعدم الاستجابة لمطالبهم..فهذه الأساليب لا تراعي قدرات الأطفال، ولا
تحترم مشاعرهم، كما أنّها لا تغزّز لديهم روح المبادرة والثقة بالنفس، وحرية
الاختيار وتحمّل المسؤوليّة، وإنّما تعمل على العكس من ذلك، حيث تسهم في تكوين
شخصيّة قلقة، ضعيفة وغير قادرة على اتّخاذ القرارات المناسبة لمواجهة المواقف
الحياتية المختلفة.. فهل يدرك الوالدون والمربّون أبعاد أساليبهم الصارمة،
ونتائجها السلبيّة على الأبناء؟
اقراء ايضأ: اسئلة لكلّ منها جواب. وتدور كلّها حول الأساليب التربوية الوالدية
3-أهميّة
مرحلة الرضاعة :
يقول / باوير / عالم النفس الأمريكي:
" إنّ مرحلة الرضاعة تعدّ المرحلة
الحاسمة في التطوّر الذهني عند الطفل.. ففي هذه المرحلة (الفترة) يمكن للطفل أن
يكتسب الكثير، ويمكن -في الوقت نفسه –أن يخسر الكثير.."
لقد أكّدت الدراسات النفسيّة والتربوية، أهميّة مرحلة الرضاعة في تكوين معظم سمات شخصيّة الإنسان المستقبليّة، ولا سيّما السمات العقلية والوجدانيّة.. وذلك من خلال علاقة الأم بالطفل وتصرّفاتها معه في أثناء عملية الإرضاع. ومن الأمثلة على ذلك: (طريقة حمل الطفل، أسلوب الأم في الإرضاع، نبرة صوت الأم في مخاطبة الطفل، ملامح وجه الأم وابتسامتها أثناء الإرضاع، الهدهدات والأنغام التي يسمعها الطفل من أمّه..) وغير ذلك من الأمور التي توفّر للطفل الراحة والاطمئنان، وتسهم في تكوين مزاجه الهادىء، وقدرته على الفهم والاستيعاب. ولذلك، تنصح الأمهات بالإرضاع الطبيعي وضمن الحدود المعقولة. 4-ستقلاليّة الأبناء :
يقول / فيريير /:
" ينبغي ألاّ نمنح حظّاً من الاستقلال
للأطفال والمراهقين، أياّ كانت سنّهم، ما لم يكونوا قد أثبتوا أنّهم جديرون به..
"
إنّ هذا القول لا يتعارض مع مبادىء التربية
الحديثة، التي تعطي للأبناء قدراً من الحرية والاستقلال، لكي يمارسوا أدوارهم
ويثبتوا ذواتهم.. ولكن شريطة أن يكونوا قادرين على ذلك. فالحيرّة مسؤولية،
والاستقلالية مسؤوليّة، فهل يكون الأطفال والمراهقون قادرين على حمل هذه
المسؤولية؟ وما السبيل إلى ذلك..؟
لا شكّ إنّ ممارسة المسؤولية مهمّة صعبة،
ولكنّها ضرورية لتربية الثقة بالنفس والاعتماد على الذات.. وهذا بتطلّب تدريب
الأطفال / الأفراد، ومنذ سنوات مبكرة، على تحمّل المسؤولية، لكي يصلوا إلى مرحلة
من الوعي الذاتي، يمكّنهم من قيادة ذواتهم وتصريف أمورهم بطريقة إيجابية وفاعلة،
بعيدة عن التأثيرات الخارجيّة السلبية.
5-السنوات
الخمس الأولى من عمر الطفل :
يقول / تولستوي ومكارينكو /:
" إنّ السنوات الخمس الأولى من حياة
الطفل، لها أهميّة كبيرة في تشكيل الصفات الروحيّة لدى إنسان فيما بعد.."
يؤكّد هذا القول، إنّ ما يكتسبه الطفل،
الإنسان من خلال التربية الأسرية، في مرحلة الطفولة الأولى، يكون راسخاً وقويّاً،
بحيث يترك آثاراً عميقة وفاعلة لا تمحى، تعيش مع الإنسان وفي جوانب مختلفة من
حياته، ولا سيّما تلك الجوانب التي تتعلّق بالحياة الوجدانية، لأنّها تدخل في
تركيب النسيج الأساسي لشخصيّة الإنسان / الفرد، إلى حدّ يصعب إضعافها أو
تبديلها بفعل المؤثّرات التي قد يتعرّض
لها في حياته الاجتماعية العامّة.
فالأسرة هي التي تضع الأساسات الأولى لبناء
شخصيات الأبناء، وكلّما كانت هذه الأساسات سليمة ومتينة، كانت أكثر فاعلية في ضبط
سلوك الأبناء / الأفراد، وكانت الشخصيات بالتالي، أقدر على الصمود أمام المؤثّرات
والمغريات السلبية.
6-الحدود
المسموح بها للأبناء :
يقول الدكتور / جي ريبل / الخبير بعلم
النفس:
" إنّ ما يري الآباء أن يوصوا به
الأطفال عند وضع الحدود، هو كلّ ما يسمح به، وليس أكثر من ذلك.."
يشكو كثير من الوالدين من مشاكسة بعض الأطفال
أو إهمالهم، ويحمّلّونهم مسؤولية هذه التصرّفات.. وينسى الوالدون أنّهم الذين
أوصلوا الأطفال إلى وضع هكذا وضع، نتيجة اتباعهم أساليب تربوية خاطئة في التعامل
مع الأطفال.
لقدّ أثبتت دراسات كثيرة (نفسيّة وتربوية)
أنّ الأطفال الأكثر اضطراباً سلوكيّاً، هم الذين يُتركون على هواهم بلا حدود،
يفعلون ما يشاؤون بلا رقيب أو حسيب. ولذلك فإنّ المعاملة الوالدية المتوازنة،
هامّة وضرورية لضبط لسلوكات الأطفال ومواقفهم.. وإنّ أفضل ما يفعله الوالدون في
هذا الإطار، هو تحديد ما يرونه خيراً لأطفالهم، ويثقون بصحّته وصوابه ومناسبته..
مثال ذلك: (تحديد وقت النوم، اللعب ومشاهدة التلفاز، آداب المائدة، أوقات الواجبات
المدرسيّة، الأعمال المنزلية التي يمكنهم القيام بها...) وغير ذلك من الأمور التي
تغرس في لدى الأطفال روح النظام والانضباط
وتحمّل المسؤولية، باعتبارها محرّكات أساسيّة لسلوكات الشخص، الذاتية
والاجتماعيّة.
7-سلطة
الوالدين :
يقول عالم التربية / بيرليه /:
" إنّ مقداراً من السلطة ضروري، لكي نوحي
إلى الأطفال بالأمن والطمأنينة.. "
يشير / بيرليه / في هذا القول، إلى السلطة
وليس التسلّط..السلطة التي تعني: القيادة والالتزام والضبط، وكلّ ما يؤمّن للطفل
النموّ السليم من النواحي الانفعالية والأخلاقية والاجتماعية. فالطفل وإن أراد
التحرّر من القيود الصارمة التي تفرض عليه، فإنّه-غالباً- في يجد الحماية في ظلّ
سلطة الوالدين، التي يرى فيها كابحاً لميوله الجامحة..فيستجيب لما يريده له
والداه، بقناعة وليس بخنوع، لأنّه يشعر بأنّ ذلك في مصلحته.
وهنا تظهر قدرة الوالدين في استخدام هذه
السلطة التربوية، للتعامل مع الطفل وضبط انفعالاته، وتهذيب سلوكاته ومواقفه،
وتنمية قدراته وتفعيلها في الاتجاه الإيجابي.
8-تعليم
الأمانة للأطفال :
يقول الدكتور / بول غرافينينو/ الخبير بعلم
نفس الطفل:
" يجب على الوالدين أن يعلّموا أطفالهم
الأمانة كاملة، في أوّل الأمر.. وبعد ذلك، يطلعونهم على النقاط الوسيطة بين الصدق
والكذب.. "
إنّ في هذا القول دعوة للوالدين من جهة،
وتحذير لهم من جهة أخرى، لكي تتّسم أقوالهم بالصراحة والصدق، في التعامل مع الأطفال.وإذا كانت ثمّة مواقف
تدعو إلى إخفاء بعض الأمور، فمن المناسب عدم التصريح بها أما الأطفال، ولا سيّما
إذا كانت ستحدث لديهم تأثيرات سلبية.
ولكن إذا كان لا بدّ من التصريح (المصارحة) مع
الأطفال، فهذا لا يجوز إلاّ في مراحل متأخرة من الطفولة، حيث يستطيع الأطفال أن
يدركوا ويميّزوا بين معطيات الصدق وإيجابياته، وبين معطيات الكذب وسلبياته، حتى
فيما يسمّونه (المجاملة) أو الكذب الأبيض. وإذا كان الأطفال بارعون في
اكتشاف مدى مصداقية الوالدين، فإنّ براعة الوالدين تمكن في القدرة على تقديم
الموقف الصادق والمقنع، الذي لا يترك عند الأطفال أي مجالاً للشكّ أو الاستغراب.
9-سعادة
الأم وسعادة الأسرة :
يقول المثل الدارج:
" إذا كانت الأم غير سعيدة، فلا أحد في
الأسرة يكون سعيداً..."
يؤكّد هذا القول، المختصر بكلماته والعميق بدلالاته، المكانة
الخاصة التي تحتلّها الأم في البناء الأسري والتربية الأسرية.. ولكي تحافظ الأم
على هذه الموقع (المكانة) المتميّز، وتؤدّي من خلاله مهمّتها الأسرية السامية،
وبالشكل المطلوب، يجب أن تعمل ما في وسعها لكي تبقى في حالة نفسية مريحة، وأن
تبتعد عن – أو بالأحرى تبعد عنها- كلّ المؤثّرات التي قد تنعكس سلباً في تصرّفاتها
سواء تجاه ذاتها، أو تجاه زوجها وأبنائها.
وأن تعمل الأم –في المقابل – على تأمين الوسائل
المناسبة لخلق المناخات الأسرية المفعمة بالحبّ
والأمان والسعادة، وأن تسعى جاهدة للحفاظ على هذه المناخات وتفعيلها..فهي
ربّة الأسرة، وهي مصدر الدفء والعطف والحنان. ويتمّ ذلك كلّه بالتعاون من الشريك
الآخر (الأب) الذي يتوجّب عليه أيضاً
تأمين مستلزمات السعادة الزوجيّة والأسرية.
10-جلوس
الطفل بهدوء :
يقول أحد المربّين منبّهاً الوالدين:
" إذا رأيت الطفل يجلس بهدوء، فهذا لا
يعني أنّه يفكّر في إحداث عمل مؤذٍ، لأنّه قد يكون أحدثه فعلاً.."
إنّ هذا القول ليس تنبيهاً فحسب، بل وتحذي
أيضاً، لكي يبقى الآباء والأمهات في حالة المراقبة اليقظة، المباشرة وغير
المباشرة، لأوضاع الأطفال، في حركاتهم وسكناتهم وسلوكاتهم المختلفة، والتي تعبّر
عمّا يجول في خواطرهم.. فإمّا أنّهم يفكرون القيام بعمل ما، وإمّا أنّهم يفكّرون
بنتائج عمل أنجزوه، ولا سيّما إذا أحدث أذىً أو تخريباً..
فطبيعة جلسة الطفل –أحياناً- وملامح وجهه، من
العلائم البارزة التي تكشف عن العمل الذي قام به أو ينوي القيام به.. وهنا تتجلّى
قدرة الوالدين في تحديد كيفيّة التعامل السليم مع الموقف، واتخاذ الإجراءات
المناسبة لمعالجة أوضاع الأطفال المختلفة، والتي ترتبط بأحوالهم النفسيّة
والاجتماعية.
11-حبّ
الأم للطفل ونموّه الانفعالي :
يقول / آركين / الباحث في علم نفس الطفل:
" إنّ حبّ الأم للطفل، والعلاقات
المميّزة التي تنشأ بينه وبينها، تعدّ من أهمّ عوامل النمو الطبيعي للمجال
الانفعالي عند الطفل، وبالتالي لحياته بكاملها.."
يؤكّد هذا القول حقيقة نفسيّة / تربوية،
مفادها أنّ الأم تقوم بدور أساسي وفاعل في تنمية الجانب الانفعالي من شخصيّة
الطفل، ولا سيّما في سنواته الأولى حيث العلاقة الأمومية الحميمة. فخلال مراحل
التماس الأولى بين الطفل وأمّه، تتشكّل لدى الطفل مشاعر التعلّق بأمّه ومحبّتها،
التي تنتقل إلى محبّة الآخرين والاهتمام بهم والتعاطف معهم، وغير ذلك من المشاعر
الطيّبة التي يرغب الوالدون غرسها في نفوس الأطفال.
فالأم التي تلبّي حاجات الطفل العضوية
(الجسدية) والروحيّة، تستطيع أن تأخذ في علاقتها الحميمة معه حيّزاً كبيراً
ومؤثّراً في توجيه نمّوه النفسي / الوجدني الذي يحدّد علاقاته مع الآخرين، في
حياته المستقبلية.
12 ـ فشل التربية القسرية :
يقول أحد المربين العرب القدامى:
" لا تقسروا أولادكم على آدابكم..فإنّهم
مخلوقون لزمان غير زمانكم.."
يذكّرنا هذا القول بالتربية النمطيّة
(المنمذجة) التي يعمد إليها بعض الوالدين، لكي يجعلوا من أبنائهم صوراً منسوخة
عنهم، أي ما يسمّى: (صوراً طبق الأصل)، ويتناسون أن التربية التي صلحت لهم
لم تعد صالحة لأطفالهم، بسبب تغيّر الظروف الحياتية ومعطياتها، حيث لكلّ جيل ظروفه
وحياته الخاصة.
وإذا كان لا بدّ من تأكيد القيم الأصيلة
والقواعد الاجتماعية السليمة، فإنّ أسلوب التربية القسرّ بقصد خلق نسخ من الأبناء
مشابهة أ (مطابقة) للآباء، هو أسلوب مرفوض في العمل التربوي، لأنّه قد يحدث صراعاً
حادّاً بين الأجيال، ويؤثّر سلباً على مستقبل الأبناء. وهذا يتطلّب من الوالدين
تفهّم ظروف الحياة التي يعيشها الأبناء، ومستلزمات هذه الحياة ومتطلّباتها،
والتعامل مع الأبناء بأساليب تحقّق لهم التكيّف مع هذه الظروف، ومواجهتها
باطمئنان.
13-انطباعات
الأطفال والنمو النفسي :
يقول التربوي / إزبو جوفيتش /:
" إنّ الحاجة لتكوين الانطباعات الإيجابية عن الأمور المحيطة، هي من أهمّ الحاجات للنموّ النفسي عند الطفل.."
ترتبط الحاجة لتكوين الانطباعات بدافع الفضول
عند الطفل. وهذا يتطلّب من الوالدين والمربّين، توفير الفرص المناسبة لإشباع هذه
الحاجة، بحيث يمنح الطفل القدرة على تكوين الانطباعات السليمة عمّا يحيط به، ومن
خلال اطلاعه وخبرته الشخصيّة.. ولا سيّما أنّ رغبة الطفل في البحث والاستقصاء
والاكتشاف، تظهر بشكل حادّ بعد السنة الثانية من العمر، مهما حاول الوالدين منعه
عن ذلك أو زجره.
إنّ توجّه الطفل – مع التوجيه المناسب –
لمعرفة الأشياء المحيطة وتفحّصها بدقّة واهتمام، يقوى لديه بالتدريج، وبتعزّز مع
تأثير الانفعالات السارّة التي ترافق عملية المعرفة.. وهذا ما يدفع الطفل إلى
البحث الدائم من أجل تلبية هذه الرغبة، التي تتحوّل إلى عادة معرفية تلازمه مدى
الحياة.. ولا شكّ أنّ للأسرة دور أساسي وكبير في تنمية هذه الرغبة.
14-الأطفال
والنقود :
يقول / رينيه بواسيه / خبير علم نفس الطفل،
في مسألة إعطاء النقود للأطفال:
" اعطوا أطفالكم.. ولكن لا تعطوهم
كثيراً.. "
إنّ في هذا القول دعوة للوالدين من أجل ضبط
مصروف أبنائهم (الخاص) ومنذ الصغر، بشكل متوازن يتيح تلبية حاجات الأطفال ولا
يحرمهم من جهة، ولا يسمح لهم بالإسراف والتبذير من جهة أخرى.
تشير الممارسات الواقعيّة، إلى أنّ كثيراً من
الآباء والأمّهات، بما فيهم متوسطو الحال أو غير الموسرين، لديهم اعتقاد خاطىء
مفاده: إنّ أفضل وسيلة لإسعاد الأبناء وحثّهم على الدراسة أو إنجاز بعض الأعمال
المنزلية، هي إغداق النقود عليهم وتركهم ينفقونها كما يشاؤون، بلا حساب أو محاسبة.
إنّ هؤلاء الوالدين يرتكبون من حيث لا يدرون، خطأ تربوياً فادحاً قد لا يشعرون
بنتائجه السلبية على الأبناء، إلاّ في مراحل لاحقة. وإذا كانت الحكمة العامة تقول:
" طفل لا يعرف قيمة النقود، لا يعرف الجهد المبذول للحصول عليها " فإنّ
الحكمة هنا، تقتضي من الوالدين الأخذ بالمبدأ القائل: " لا تقتير ولا إغداق..
بل إعطاء باقتصاد معقول..".
15-الكبار
وسعادة الصغار :
يقول / ليان فران / الخبير بالتربية وعلم
النفس:
" إنّ إسعاد الأطفال.. هو أكبر سعادة
يمكن أن يصنعها أي شيء في قلوب الكبار.."
ليس ثمّة صورة أجمل
وأروع من صورة الطفل وهو سعيد، وهو يعبّر
عن هذه السعادة بوسائله الخاصّة. وهل هناك ما يسعد الوالدين أكثر من رؤية الأطفال
/ الأبناء وهم سعداء مرحين؟
وإذا كان الكبار يستطيعون أن يجلبوا السعادة لأنفسهم – إذا ما أرادوا – أو يصنعوها بطرائقه الخاصة، فإنّ الأطفال لا يستطيعون فعل ذلك.. وهذا يحمّل الكبار (الآباء والأمّهات) مسؤولية العمل المجاد والمستمرّ، من أجل خلق الظروف المواتية لإسعاد الأطفال، كلّما وجدوا إلى ذلك سبيلا. لأنّ سعادة الأطفال، تسهم إلى حدّ بعيد في نموّهم (تطوّرهم) الخاص والعام.
16-تنمية
الحماسة عند الأطفال :
يقول / بروس بارتون / موجّهاً كلامه إلى
الأب:
" إن لم يكن في وسعك أن تهب ابنك سوى
هِبَة واحدة.. فلتكن الحماسة.."
لا أحد يشك في رغبة الوالدين لكي يقدّموا كلّ
ما يستطيعون تأمينه لأطفالهم، أو كلّ ما يملكون، حتى حيواتهم.. ولكن قد يعجز
الوالدون عن تأمين حاجات الأطفال كلّها، وبسبب معوّقات خارجة عن إراداتهم أو
طاقاتهم.
وهنا ينصح الوالدان، ولا سيّما الأب، إلى غرس
روح الحماسة (المعقلنة) في نفوس الأطفال، وتدريبهم على كيفيّة توظيفها في الأمور الحياتيّة المفيدة والفاعلة.. بحيث
تشكّل عندهم حافزاً قويّاً ودائماً، نحو الإقبال على الحياة، والعمل والجهد
والاجتهاد.
وبذلك يكون الوالدان قد قدّما للطفل هبة أثمن
من الهبة النقدية أو العينيّة، لأنّ الحماسة تولّد دوافع البادرة والمثابرة،
والتحصيل والنجاح، والشعور بقيمة الذات والحياة.
سبحان الله والحمدالله والاالله الا الله والله اكبر والاحول والاقوه الابالله
ردحذف