1ـ العدالة بين الأبناء :
يقول الحديث الشريف:
" اعدلوا بين أولادكم، ولو في القُبَل..
كما تحبّون أن يعدلوا بينكم في البرّ.."
إنّ عدالة الوالدين في تعاملهما مع الأبناء
بلا تمييز، سواء بين الكبار أو بين الذكور والإناث، تعدّ من الأسس التربويّة
الهامّة في نجاح العمل الوالدي التربوي، وتكوين أسرة متحابة ومتماسكة، تقوم على
الاحترام والتعاون والغيريّة، ليس في الحاضر فحسب، وإنّما أيضاً في المستقبل. وهذا يحتاج إلى توافق الوالدين على الأساليب
التربوية، وإلى حكمتهما في التعامل مع الأبناء. فكلّما استطاع الوالدان تحقيق
العدالة في تعاملهما مع الأبناء، وإن كانت العدالة المطلقة غير ممكنة وصعب تحقيقها،
كسب الوالدان محبّة أبنائهم وتقديرهم لهم واحترامهم، وضمنا بالتالي رعاية الأبناء
لهما والحفاظ على كرامتهما، وتقديم كلّ ما يريحهما ويؤمّن لهما الحياة السعيدة.
فمن يزرع المحبّة، يحصد الإحسان.. ومن يزرع
العدالة، يحصد البرّ..!!
2-النموّ
النفسي عند الطفل :
يقول / ليونتيف /:
" إنّ الأزمات لا تعتبر مرافقة حتماً
لنموّ الطفل النفسي.. ويمكن ألاّ تظهر أبداً، لأنّ التطوّر النفسي للطفل ليس
عشوائيّاً، وإنّما هو عمليّة مقصودة، أي تربية موجّهة.."
يتضمّن هذا القول مسؤوليّة كبيرة تلقى على
عاتق الوالدين والمربّين الذين يتعاملون مع الطفل، ويهيئوا له أسباب النمو السليم
والتطوّر الكامل، حيث يبدأ الطفل بإدراك ذاته والبيئة المحيطة به، وإحساسه بأنّ
لديه طاقة كبير وفاعلية ملحوظة.
ولكنّ الطفل قد يمرّ ببعض الأزمات العاطفية
أو الاجتماعية، خلال مراحل التطوّر المختلفة بسبب بعض المثيرات المحيطة به.وهنا
يبرز دور الوالدين والمربين في توجيه الطاقة عند الطفل، وتفعيل نشاطه في أعمال
مفيدة تناسب سنّه، بحيث يستطيع الطفل أن يمارسها ويجد ذاتها فيها، من دون أن
يتعرّض إلى أيّة صدمات نفسيّة/ عاطفية.. فيتهذّب سلوكه ويرتقي بتكيّفه مع محيطه
الذاتي والاجتماعي.
3-
التصرّف السليم مع المراهق :
يقول
الخبير الاجتماعي/ جوان جران /:
" إنّ كلّ ما يتوقّعه الكبار من الصبي
المراهق، هو أن يتصرّف تصرّف الراشد، وأن يرضى –في المقابل- أن يتعامل معاملة
الطفل.."
ينطوي هذا القول على اعتقاد خاطىء في التعامل
مع المراهق، بل ومتناقض مع طبيعة المراهقة، لأنّه لا يراعي خصائص هذه المرحلة، ولا
سيّما من النواحي (النفسيّة والعقلية والاجتماعيّة). فالمراهق يعيش فترة انتقالية
حرجة يتخلّلها صراع بين الماضي والمستقبل، حيث يبدو المراهق وكأنّه يحنّ إلى
الطفولة، ولكنّه في الوقت ذاته يرغب في التخلّص منها.. وإن كان يخاف من مرحلة
الرجولة، فهو يطمح إليها ليحقّق ذاته، ويكون قادراً على تحمّل مسؤولية هذه الذات.
ولذلك، فإنّ مهمّة الكبار في التعامل مع
المراهق، تكمن في تضييق هوّة هذا التناقض (الصراع) الذي يعاني منه، ومن ثمّ توفير
كلّ المستلزمات الضرورية لمساعدته في تجاوز هذه المرحلة بهدوء وسلام، وتأهيله
للتكيّف مع المرحلة الآتية في حياته المستقبلية بشخصيّة فاعلة.
4-تعليم
الطفل معنى الشرف وأهميّته :
يقول / مارسيل آشار /:
" كان والدي اقوالى: كن شريفاً.. فذلك يخفض عدد الأوغاد واحداً.. "
يؤكّد هذا القول أهميّة التربية الأخلاقيّة /
الوجدانيّة، التي تقوم بها الأسرة ممثّلة بالوالدين، حيثّ يتمّ غرس القيم التربوية
(الأمانة، الصدق، الإخلاص، الاحترام، المثابرة، الإيثار..) وغيرها من القيم التي
تعزّز عند الأطفال السلوكات الإيجابية، الفردية والاجتماعيّة.
فالأسرة هي الخليّة الأساسيّة في البناء
الاجتماعي، وإذا كانت الخلايا الأسرية سليمة بفعل التربية، فإنّ المجتمع كلّه
سيكون سليماً، لا مجال فيه للغيّ أو الفساد، بل تسوده القيم الأخلاقية /
الاجتماعية التي تنظّم علاقات أبناء المجتمع، لما فيه خيرهم كأفراد وخير مجتمعه
العام.
5-الحبّ
الأمومي القويّ:
يقول / سوخو ملينسكي /:
" إنّ الحبّ الأمومي القوي، الحبّ الأعمى
وغير المتبصّر، يحوّل التربية إلى عمل صعب وغير مثمر.."
ثمّة أمّهات كثيرات – في الواقع-يغدقن المحبّة
على الأطفال، بلا حدود، وبسبب ومن دون سبب.. ويعتقدن أنّ في ذلك أداءً متميّزاً
لمهمّة الأمومة الحقيقيّة، بينما هو –في حقيقة الأمر- ممارسة تربوية خاطئة، لأنّه
يقوم على حبّ الأطفال غير المعقلن، والذي يستند إلى مقولة: (لا تفريط ولا
إفراط) وإنّما بالقدر المناسب الذي يوفّر أجواء الأمن والاستقرار، ولا يفسدها.
فالأم التي لا تدرك مدى تأثيرات حبّها
لأبنائها، الجامح وغير المضبوط، ستكتشف في لحظة معيّنة، وربّما حرجة، أنّها كانت
مخطئة بحقّ طفلها (أطفالها)، وهي مسؤولة الآن عن ضبط تعلّق الطفل بها والتواكل
عليها.. وقد تعجز عن إصلاح ما أفسدته في نفسيّة الطفل وسلوكه الذاتي والاجتماعي،
فينشأ ضعيف الشخصيّة يحصد نتيجة المعاملة التربوية التي تلقّاها من أمّه.
6-
أهميّة النشاط الذاتي للطفل :
يقول / جان بياجه /عالم التربية الشهير:
" في دنيا التربية، يجب أن يتاح للأطفال
أقصى قدر ممكن من النشاط الذاتي، باستخدام الأجهزة والأدوات التي تمكّنهم من تحصيل
المعارف والخبرات، بحيث يفهمون ما يصلون إليه بأنفسهم.. وإذا حاول الكبار أن
يسرّعوا في إحداث هذا التعلّم، فإنّ الأطفال سوف يحرمون من لذّة اكتشاف المعلومات
بأنفسهم.. "
إنّ في هذا القول دلالات كبيرة وواضحة على
مبدأ التعلّم الذاتي، الذي يجب أن يعتاد الطفل عليه من الصغر، لما فيه من توافق مع
طبيعة الطفل التي تميل إلى البحث والاكتشاف، وإلى تفعيل التعلّم وتجويد نتائجه.
وهذا يفرض على الوالدين والمربيّن، أن يؤمّنوا للأطفال فرص التعلّم الذاتي، من
خلال توفير المناخات الضرورية لهذا التعلّم، والأساليب والأدوات والوسائل المناسبة
لقدرات الآطفال وإمكاناتهم على استخدامها وتوظيفها، بحيث يستطيعون التعامل معها
والاستفادة منها بفاعلية كبيرة، فيشعرون بالسعادة والرضى عن الذات.
7-
تعرّف طبيعة الطفولة :
يقول المربّي الكبير / جان جاك روسّو/
مخاطباً الآباء والأمّهات:
" تعرّفوا إلى أطفالكم، لأنّكم –يقيناً-
تجهلونهم كلّ الجهل.. دعوا الطفولة تنضج في الأطفال.. احترموا الطفولة ولا
تتسّرعوا في الحكم عليها، خيراً كان أو شرّاً.. "
كثيرون هم الوالدون والمربّون الذين ليس لديهم
أي اطلاع على مراحل الطفولة وخصائص كلّ مرحلة منها، ولا سيّما الخصائص العقلية
والحركيّة والنفسيّة.. ولذلك تراهم يطلقون أحكاماً عامة على بعض الأطفال، استناداً
إلى ملاحظاتهم الخاصة، مثل: (ذكي، غبي، كسول، مشاكس، عدواني، عنيد..) وغيرها من
الأحكام التي تنمّ عن عدم المعرفة العلمية/ الحقيقيّة بمراحل الطفولة وميزاتها.
وليس ذلك فحسب، بل كثيراً ما يريد الوالدون من
الأطفال كلّهم في الأسرة، أن يكونوا في سوية (عقلية ونفسيّة) واحدة، متجاهلين في
ذلك مبدأ الفروق الفردية من جهة، وخصائص كلّ مرحلة طفلية من جهة أخرى.. فيصعب
عليهم بالتالي، إنجاز مهمّة العملية التربوية بالنجاح المطلوب.
8-
غرور الطفل وأنانيته :
يقول / ريموند بيج /:
" إنّ من أكثر الأخطاء التربوية شيوعاً،
هو ذلك الأسلوب الذي يؤدّي إلى غرور الطفل وأنانيته.. فالفرد الناشىء في ظلّ
الرأفة الزائدة، لا يطيق المقاومة أمام تقلّبات الحياة.. ولا يستطيع الصراع معها..
"
يؤكّد هذا القول أنّ الدلال المفرط للطفل،
والمفعم بالحماية الوالدية الزائدة، يؤدّي إلى بناء شخصيّة ضعيفة غير قادرة على
تحمّل المسؤولية في مواجهة الظروف الحياتية وتأمين متطلّباتها المختلفة.. لأنّ هذه
الشخصيّة نشأت متواكلة إلى حدّ الأنانية، بحيث تريد أن يكون كلّ شيء لذاتها
ومصالحها الخاصة.. وعندما تفقد هذه الشخصيّة من اعتادت التواكل عليه، تصبح عالة
على ذاتها وعلى الآخرين من حولها.
وبذلك، يكون الأهل قد وضعوا بتربيتهم المفرطة
في تدليل الطفل، وتعويده المظاهر الخادعة،
أسس بناء الشخصيّة الأنانية وعوامل غرورها وفشلها في الحياة الخاصة والعامّة.
9-الطفل
وعلاقة المال بالعمل :
يقول المربّي الكبير / أنطون مكارينكو::
" يجب على الطفل أن يفهم جيّداً، وفي سنّ
مبكرة، أنّ تلك النقود التي يجلبها الأهل إلى البيت، لا تشكّل فقط شيئاً مريحاً
يمكن إنفاقه بسهولة.. ولكنّها أيضاً، أجر مقابل عمل اجتماعي كبير ومفيد.. "
ينطوي هذا القول على مسألة في غاية الأهميّة،
لأنّها تتعلّق بتربية الطفل / رجل المستقبل، تربية اقتصادية، تعتمد على
تعويده تقدير العمل وقيمة العمل في
الحياة، وبالتالي الاعتماد على الذات من أحل تأمين مستلزمات الحياة ومتطلّباتها.
فثمّة كثير من الوالدين، وتحت مظلّة محبّة
الأبناء وإسعادهم، يغدقون على الأطفال بحاجات لا لزوم لها، وبلا حساب، إلى درجة
التبذير الزائد والإسراف غير المبرّر.. الأمر الذي يفسد طبيعة الطفل
(النفسية والأخلاقية والاجتماعيّة)، ويجعله في المستقبل شخصاً فوضوياً غير قادر
على تدبير أمور الحياتيّة. وهذا يتطلّب من الوالدين العقلنة والموضوعية في
الاقتصاد المنزلي والحوار البنّاء في الخيارات المتاحة لتأمين متطلّبات الأبناء،
باعتبارها عوامل أساسيّة لنجاح الأسرة في إطار أوضاعها الاقتصادية الممكنة.
10-
الأم المربية والأم الخادمة :
يقول / أنطون مكارينكو /:
" إنّ الأم التي تتحوّل إلى خادمة، تفقد
روعة حياتها الشخصيّة، وتصبح نتيجة ذلك أمّاً فاقدة القيمة.. والأم التي تحصر
واجباتها في خدمة أطفالها فقط، تصبح عبدة لأطفالها وليست مربية.. "
ثمّة أمّهات يعتقدن بأنّ واجب الأمومة ينحصر
بالدرجة الأولى، في تأمين طلبات الطفل الخاصة بحاجاته الجسدية والصحيّة، ولا سيّما
الطعام واللباس وبعض الألعاب والهدايا.. أي أنّ الأم في هذه الحالة توقف نفسها لتقدّم
إلى طفلها هذه الخدمات، التي تعتقد أنّها ترضيه من خلالها. ولكنّ على الرغم من
أهميّة ذلك، فإنّ فيه تجاهل، بل إهمال للمهمّة التربوي الأساسيّة التي تتمثّل في
تأمين متطلّبات التنمية النفسيّة والعقلية، من خلال توفير الفرص المناسبة للطفل،
لكي يتعلّم ويكتشف، ويكتسب المواقف السلوكيّة التي تنمّي لديه الاعتماد على الذات
والثقة بالنفس، وتحمّل المسؤوليّة.
إنّ عدم وعي الأم المهام التربوية المناطة
بها، يفقدها الجانب الأهمّ من وظيفتها الأسرية / الاجتماعية، وإن أدّت وظيفتها
البيولوجيّة على أكمل وجه... وهذا ما ينعكس سلباً على بناء شخصيّات الأبناء.
11-جوهر
الطفل ونقاؤه :
يقول / أو حامد الغزالي /:
" الصبيّ أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر
جوهرة نفيسة، ساذجة وخالية من أي نقش أو صورة.. فإن عُوّد الخير وعَلِمَه، نشأ
عليه وسُعِد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه وكلّ معلّم ومُؤدِب.. وإن
عوّد الشرّ وأهمل إهمال البهائم، شقي وهلك.. وكان الوزر في رقبة القيّم عليه
والوالي له.."
إنّ مضمون هذا القول بأبعاده ودلالاته، يلقي
المسؤولية الكبرى في تربية الطفل على عاتق الوالدين والمربين (المعلّمين) معاً..
ويؤكّد الغزالي في قوله هذا، أنّ التربية ليست تعليماً تلقينيّاً فحسب، بل هي
أيضاً مهمّة اجتماعيّة / إنسانيّة، تتمثّل في إعداد الطفل / الفرد للحياة الحاضرة
والمستقبليّة، بحيث يكون عضواً فاعلاً ومنتجاً، يعمل الخير لنفسه ولمجتمعه، ويشعر
بقيمة الحياة وسعادتها. وفي ذلك تكمن أهميّة الدور التربوي وخطورته بالنسبة
للوالدين والمربين.
12-الأبناء
أمانة في أعناق الآباء :
يقول المربّي / فريدريك فروبل /:
" أيّها الآباء.. أيّها المربّون..حذار،
حذار..!! اتركوا طريق الخطأ واسلكوا طريق الصواب. أبناؤكم أمانة في أعناقكم..
دعوهم ونشاطهم، بل هيّؤوا لهم المجال لظهور هذا النشاط.. إياكم أن تضعوا العراقيل
أمامهم، إنّكم بذلك تجنون عليهم جناية عظمى..مهّدوا السبيل أمامهم وكونوا عوناً
لهم، لا عليهم.. "
يؤكّد هذا القول –في إطاره العام – المبدأ
التربوي الحديث الذي يتطلّب تأمين الظروف التربوية / التعليميّة المناسبة، لكي
يتعلّم الطفل ويكتسب المعارف والخبرات من خلال نشاطه الذاتي، وليس عن طريق بالوعظ
والقسر والإكراه.. وهذا يستلزم من الوالدين والمربين أن يؤمّنوا هذه الظروف
ومتطلّباتها التربوية، ويجسدون في سلوكاتهم مبدأ القدوة التربوية الصالحة، بحيث
يكونون داعمين عمليّة التعلّم الذاتي عند
الأطفال، ومعزّزين اكتساب القيم الأصيلة والسلوكات الجيّدة.
13- تعويد الأطفال الاستقامة والصدق :
تقول المربيّة الكبيرة / كروبسكايا /:
" الأطفال حسّاسون جدّاً تجاه أي نوع من
أنواع الرياء والنفاق.. إنّهم مستقيمون ولا يتحمّلون التباعد بين القول
والفعل.."
إنّ هذا الوضع المتميّز للأطفال، يتطلّب من
الآباء والأمّهات أن يكونوا صادقين مع أطفالهم، في القول وفي الفعل.. وذلك لأنّ
الأطفال قادرون بحساسيتهم المرهفة، على اكتشاف مدى مصداقية الوالدين في مواقف
متعدّدة، ولا سيّما التناقض بين القول والفعل، أو عدم الوفاء بالوعود والالتزام
بها تجاه الأطفال، وبالتالي التغاضي عن اهتماماتهم وعدم تقدير مشاعرهم. فتهتزّ صورة الوالدين
أمامهم، وتنهار القدوة التي يرون فيها مثلهم الأعلى.
14-الأدوار
المتكاملة بين الذكر والأنثى :
يقول / كوفالينكو /:
" يجب على الفتيان والفتيات أن يتعلّموا
القيام بكلّ ما هو ضروري في الأعمال المنزلية، وألاّ يعتبر الفتيان أنّ قيامهم
بهذه الأعمال ينقص من كرامتهم.. إنّ تلك الأحاديث التي تقول بأنّ المرأة
فقط-بطبيعتها- مهيّأة للقيام بالأعمال المنزلية، ليست إلاّ سخافات تشبه ما كان
يردّد: إنّ العبد بطبيعته مهيّأ ليكون عبداً.."
ويقول كوفالينكو، أيضاً:
" إنّ المراهقين في تواصلهم اليومي، وفي
الدرجة الأولى مع آبائهم وأمهاتهم، يفهمون قوانين إصلاح الذات.. ويتعلّمون تلك
القواعد البسيطة في الحياة العائلية، والتي سيشكّل أساسها لاحقاً، الانسجام في
العلاقات المتبادلة ضمن أسرهم الخاصّة، وفي علاقاتهم مع أولادهم.."
15-إرغام
الطفل على التعلّم :
يقول / برتراند رسل /:
" إنّ الأطفال الذين يرغمون ليأكلوا،
يحصلون على كراهيّة للطعام.. والأطفال الذين يرغمون ليتعلّموا، أو يعلّموا، يحصلون
على كراهية للعلم.. وعندما يفكّرون فيما يفعلون، فإنّهم بوجهة نظر لإسعاد بعض
الراشدين.."
إنّ في هذا القول، مبادىء تربوية أساسيّة لا
بدّ من الأخذ بها في التعامل مع الأطفال.. ومن أهمّ هذه المبادىء الأخذ بميول
الطفل وحاجاته، في أثناء تنشئته وتعليمه القيم والسلوكات المرغوبة، من دون إرغامه
على تعلّم شيء لم يقدر على استيعابه أو فهمه.. أو على القيام بعمل لا يمتلك
القدرات اللازمة لإنجازه.. حتى في أمور الطعام، ومجالات الحديث، والمواقف الأسرية
والاجتماعية، حيث يصل إلى درجة لا يهمّه عندها إلاّ إرضاء الكبار ولا سيّما
الأبوين، على الرغم من عدم اقتناعه بما يقول أو يفعل. وفي ذلك ضعف لشخصيّته،
وفقدان لثقته بنفسه.
سبحان الله والحمدالله والاالله الله والله واكبر والاحول والاقوة الا بالله
ردحذف