التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التـربية الأسريّة ودور الوالـدين

التـربية الأسريّة ودور الوالـدين                                                                     

مقدمة:  

وتشير معظم الدراسات النفسية والتربوية، إلى أنّ كثيراً من المشكلات التي يعاني منها الناشئة / الشباب، تعود في أسبابها إلى أساليب التربية الأسرية التي تعرّضوا لها في طفولتهم. وتوضح هذه الدراسات أيضاً، أنّ الكثيرين من (الآباء والأمّهات) يعتقدون أنّهم يقومون بواجباتهم الأبوية / التربوية تجاه الأبناء وعلى الوجه الأكمل، دون أن يدركوا الجوانب الخاطئة وغير السليمة في ممارساتهم هذه.

   يقول / جان بستالوتزي /: " إنّ الأسرة هي مصدر كلّ تربية صحيحة يتأثّر بها الطفل ". ويقول / يوهان هربرت /: " إنّ التربية تبدأ من البيت، وكلّ تربية تعود إلى البيت.. ففي البيئة الأسرية / الاجتماعية، يبدأ الطفل بتكوين ذاته وتعرّف نفسه، عن طريق الأخذ والعطاء والتعامل بينه وبين أعضائها. وفي هذه البيئة الاجتماعية، يتلقّى الطفل الدروس الأولى بما يجب، وبما لا يجب، القيام به من أعمال ". ومن خلال ذلك، يتعلّم الطفل بناء العلاقات الطبيعية مع الآخرين، في إطار الاحترام المتبادل والتوازن بين الحقوق والواجبات الخاصة والعامة.

1- النمـوّ والتربية المتكاملـة: 


تعرّف التربية المتكاملة بأنّها: تلك التربية التي تعنى بالجوانب / الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية / من شخصيّة الإنسان.. وأنّ النمو السليم، هو الذي يحقّق التوازن بين هذه الجوانب، وإن كان أحدها يسبق في نموّه الجوانب الأخرى لأسباب متعدّدة؛ منها ما يتعلّق بطبيعة الكائن / الفرد، العضوية والنفسيّة، ومنها ما يتعلّق بالبيئة الاجتماعية / الأسرية المحيطة به. ولكنّ نموّ أي جانب، يؤثّر في الجوانب الأخرى ويتأثّر بها.      فالنموّ الاجتماعي أو الوجداني مثلاً، يساير النموّ العقلي ويؤثّر فيه.. وذلك لأّن الطفل الذي يعيش في بيئة أسرية يسودها الأمن والاستقرار، ينمو بشكل طبيعي على المستوى الاجتماعي، وهذا يؤثّر بالتالي في نموّه العقلي بصورة إيجابية، والعكس صحيح أيضاً. وفي المقابل، فإنّ الأسرة التي يتمتّع فيها الوالدان برحابة الصدر، وإخضاع كلّ أمر للمناقشة بروح وديّة واحترام متبادل، يتميّز أبناؤها بنموّ وجداني وعقلي سليم ومتوازن، يمكّنهم من التكيّف الاجتماعي فيما بعد، والتفكير الصحيح وإبداء الرأي تجاه القضايا الحياتية المختلفة.

    فالنشاط الاجتماعي داخل الأسرة وخارجها، والتجربة أو التجارب الفردية والاجتماعية التي يتعرّض لها الطفل، في مراحل نموّه المتعاقبة، وما يرافقها من عناصر ومواقف عاطفية/ وجدانية، تسهم بفاعلية كبيرة في نموّه العقلي. فالطفل الذي يعتاد الاعتماد على الذات، ويسهم مع والديه وأخوته في بعض الشؤون المنزلية، يكتسب مفهومات صحيحة وسلوكات سليمة عن العمل والتعاون والشعور بالمسؤولية، ويتعلّم في الوقت ذاته، ألفاظاً وعبارات تتعلّق بهذه المناشط، فتثري رصيده اللغوي وقدرته على التعبير.
    أنّ التمثيل الاجتماعي يحسّن النمو اللغوي عند الأطفال، بما فيها المعوّقون.. كما لاحظت / مكارثي / أنّ الأطفال الذين يعيشون بصحبة الكبار، إنّما يظهرون نضجاً ممتازاً في الكلام والتفكير، على عكس الأطفال الذين يعيشون في أسر مغلقة، ويحمون من هذه التجربة الاجتماعية الضرورية.
   إنّ سلوكات الأفراد وأساليب تعاملهم مع الآخرين، إنّما هي خلاصة طبيعية أو نتيجة حتمية، للأساليب التربوية التي مورست عليهم في مراحل الطفولة والتنشئة الاجتماعية، سواء من قبل الوالدين في الأسرة أو من قبل المربّين في المؤسّسات التربوية المختلفة.
   فالتربية المتوازنة والمتكاملة، التي ينتج عنها قوّة الشخصيّة وحرية الإرادة، والاعتماد على الذات، والتفكير السليم، لا يمكن أن تتمّ إلاّ في ظروف تربوية صحيّة ومواقف عملية إيجابية. فكلّ احترام للطفل وما يتبع ذلك من حسن المعاملة والتعامل، يعدّ عاملاً أساسياً وضرورياً في بناء شخصية الطفل المستقبلية المتكاملة، والقادرة على التكيّف والعطاء.
    وليتذكّر الوالدون والمربّون، أنّ العطف أطيب طعم لنفس الطفل، وأنّ الحبّ الأبوي / التربوي سبيله إلى الهدوء والأمن والاطمئنان.. وفي ذلك كلّه العوامل الأساسية للنموّ الاجتماعي السليم والنضج النفسي / الانفعالي السوي، الذي تظهر آثاره إيجابية واضحة في النموّ العقلي ومظاهره في التفكير الصحيح، بعقلانية وموضوعية..                                                                    
أقراء ايضأ :الاثار التربوية ومستقبل الابناء4                                        

2ـ الوراثة والتربية:


يكثر الجدل بين المختصّين بعلم الوراثة من جهة وعلم التربية من جهة أخرى، حول تأثير كلّ من الوراثة والتربية في تكوين شخصية الفرد، ولا سيّما أن الكثيرين من الأبناء يكونون مختلفين عن والديهم، في الصفات العامة أو في الطباع الخاصة. ويعزى ذلك إلى العوامل التربوية أكثر من الصفات الوراثية التي حملوها من والديهم.  صحيح أنّ الطفل يرث صفات متعدّدة من أبيه أو أمّه، باعتباره ناتجاً عن اتّحاد عضوي بينهما. ولكن بعض هذه الصفات تبقى على شكل استعدادات وقدرات كامنة، وتخضع للظروف التربوية / النمائية التي يعيشها الطفل منذ الولادة وحتى سنّ البلوغ والنضج.فإمّا أن تُظهِر هذه الظروف تلك الاستعدادات بصورة إيجابية، أو تلغيها جزئيّاً أو كليّاً كما في تأثير بعض الأمراض. أمّا لون العيون والبشرة والطول، فهي من الصفات الوراثية التي لا يطرأ عليها أي تغيير في معظم الأحيان، إلاّ إذا تعرّض الطفل لتأثيرات مَرَضية حادة، ولا سيّما في مرحلة الطفولة المبكرة.   إنّ التربويين الذين يعطون للبيئة التربوية المحيطة بالطفل، أهمية كبيرة في تشكيل شخصيته المستقبلية، يشبّهون التربية بالصناعة، ويشبّهون الطفل بالخامة، فيقولون: إذا وضعت الخامة الجيّدة بين أيدٍ ماهرة، تستطيع أن تصنع منها شيئاً جيّداً.. وإذا وضعت بين أيدٍ مسيئة، تصنع منها شيئاً رديئاً. وفي المقابل، إذا وضعت خامة رديئة بين أيدٍ ماهرة، يمكن أن تحسّن من صناعتها.

وهكذا، فالطفل الذي يعيش في كنف أبوين صالحين، يمتلك تربة مساعدة لنموّ الصفات الخيّرة في نفسه. ولكن إذا ترك في بيئة فاسدة منذ الصغر، أو عهد بتربيته إلى أفراد من ذوى الأخلاق المنحرفة، فإنّ النتيجة التربوية تكشف عن شخصية غير متّزنة،
 أقراء ايضأ : علاقة الأم بالطفل خلال مراحل الطفولة الأساسية 

3-الأسـرة والتربيـة: 

تعرّف الأسرة بأنّها: الخلية الأولى أو (الجزء الأساسي) في بنية المجتمع.. وتتألّف في الوضع الطبيعي، من الأب والأم والأولاد. وكلّما كانت هذه الخليّة سليمة ومتماسكة، كان المجتمع بالتالي سليماً ومتماسكاً وقوياً.فالأهل الذين يكونون قدوة لأبنائهم، ويوفّقون بين أقوالهم وأفعالهم على مرأى من الأبناء، يحصلون على نتائج تربوية إيجابية، وإلاّ كان الأمر على عكس ذلك تماماً.وذلك لأنّ السلوك الصحيح، لا يمكن إكسابه للأطفال إلاّ إذا اقترن بالفعل المؤكِّد له والمعزّز في آن واحد. فاقتران الكلمة بالفعل، يعني الإخلاص الصادق والحبّ الحقيقي، اللذين يمهدان للسعادة الأسرية.                                                                                                      

 4-العلاقات الزوجيّة وبناء الأسرة:

لقد دلّت الدراسات / الاجتماعية والتربوية والنفسية / على أنّ الزوجين اللذين عَرَف كلّ منهما الآخر قبل الزواج، ووصلا إلى تفاهم واتفاق صادق، كان تكيّفهما إيجابياً مع الحياة الزوجية، وتوافقهما تامّاً في معظم الأحيان. وهذا مردّه إلى الاختيار الواعي، الحرّ والصحيح، من قبل الطرفين دون أية ضغوطات خارجية. ولذلك، فإنّ اختيار الشريك الآخر، مسألة ضرورية وخطيرة تستحقّ التروّي الدقيق والاهتمام الكبير، باعتبارها تقدّم الأسس اللازمة لحياة زوجية ناجحة. وهذا يتطلّب الاختيار السليم والاتفاق الواضح بين الشريكين، في حدود التكامل والسعادة المتبادلة، باعتباره مشروعاً حياتياً وليس آنيّاً. فالحياة الزوجية إذاً، ليست نزوة عابرة  في حياة الإنسان، وإنّم هي قدر الحياة الطبيعية له من أجل الاستمرارية والتكامل الإنساني في أرقى درجاته.                          

  أقراء ايضأ : التـربية الأسريّة ودور الوالـدين                          


5ـ الخلافات الزوجية:

لقد دلّت بعض الدراسات النفسيّة، على أنّ الأطفال يتأثّرون بالخلافات غير المعلنة بين الوالدين، والتي تظهر من خلال تصرّفات كلّ منهما تجاه الآخر، أكثر من الخلافات المعلنة والصاخبة التي تنتهي بسرعة. وتذهب بعض الآراء العلمية / النفسية والطبيّة / إلى أنّ الخلاف المكتوم (غير المعلن) والطويل بين الزوجين، هو أحد الأسباب الرئيسة في إصابة بعض الأطفال بمرض (الربو)، ولا سيّما في سنواتهم الأولى.. كما أنّ الإهانات البالغة التي يتبادلها الزوجان أمام الأطفال، لا تدمّر الحياة الزوجية فحسب، بل تسهم في زعزعة اطمئنان الأطفال لزمن طويل، وتهزّ أمامهم النموذج العاطفي / الاجتماعي المتمثّل بالوالدين. وقد يصل الأمر بالأطفال الذين يعيشون وينشأون في ظروف عائلية مليئة بالخلافات الشديدة، إلى الشعور بالعار والخجل والإحساس بأنّهم ليسوا كبقيّة البشر، إذا ما قارنوا حياتهم بحياة الآخرين واستناداً إلى ما تقدّم، يتحتّم على الوالدين إبعاد الأطفال عن أي خلاف يحدث بينهما، حتى وإن كان بسبب الأطفال. وإذا حدث خلاف بينهما من أي نوع كان، فمن المناسب لهما عدم تأزيمه وإظهاره أمام الأطفال، مهما كانت الظروف المرافقة له، بل العمل على حلّه بالطرائق التوافقية، وقطع الطريق على الخلافات الحادّة التي تهدّد مستقبل الأسرة، مؤسّسة وأفراد.. وعندها قد تكون عملية إعادة البناء صعبة، وربّما مستحيلة، بعد فوات الأوان.                   

6- التربيـة والحـرّية:  


لا شكّ أن الحريّة المقصودة هنا، هي الحرية المنظّمة وليست الحريّة المطلقة وغير المنضبطة، التي تنفلت من القيود وتنتهي باللامبالاة واللامسؤولية، وتؤدّي بالتالي إلى عواقب تربوية سلبية تماماً، كالعواقب التي تنجم عن الشدّة والقسوة؛ فكلاهما خطأ تربوي فادح بحقّ الطفل ومستقبله.

   ولذلك، ينبغي على التربية عامة والتربي الأسرية خاصة، أن تنظّم انفعالات الطفل وتصرّفاته، من خلال تعريفه بالحاجات والرغبات، والتفريق فيما بينها وأولوياتها.. لأنّ شعور الطفل بالحرية المطلقة، من شأنه أن يزيد تماديه في الإلحاح الشديد وغير المبرّر، للحصول على أشياء محدّدة أو تلبية رغبات معيّنة /خاصة. وإذا ما رفض الوالدان، أو عارضا رغبة الطفل أو طلبه، فإنّه يزيد من الصراخ أو البكاء، حتى يرضخ الوالدان ولا يجدان سبيلاً لإسكاته إلاّ تلبية مطالبه.. فيكفّ عن الصراخ ويشعر بنشوة الانتصار، فيعزّز موقفه ويتمادى في طلباته التي لا تخضع لمعيار أو تقدير.
   ويكبر الطفل وتكبر طلباته وتزداد مساحة الحريّة التي يتحرّك فيها من دون ضوابط، إلى درجة يعجز فيها الأهل عن تحديدها وتأمين متطلباته، سواء برفضها أو بالتقتير على أنفسهم من أجلها. ولكنّ الطفل – في المقابل – يعتبر ذلك قسوة بحقّه وإخلالاً بالعدالة من قبل الوالدين تجاهه، وهنا تكمن المشكلة التي قد يصعب حلّها.
   وممّا يدعو إلى الأسف، أنّ كثيراً من الوالدين والمربّين أساؤوا فهم الحرية واستخدامها في التربية، فابتعدوا عن الضبط والالتزام بحجّة الابتعاد عن القسوة والعقاب وغيره من مساوىء التربية الماضية / التقليدية، ونسوا أنّ هذا التحرّر المطلق، ما هو إلاّ انفلات من الالتزامات التربوية الضرورية لتهذيب التصرّف، والتنشئة على القيم السلوكية / الأخلاقية المرغوبة في المجتمع.

    فهؤلاء الوالدون والمربّون، لم يدركوا أنّ إطلاق العنان لحرية الطفل، لكي يفعل ما يشاء ويحصل على ما يريد، من دون حدود أو ضوابط، يجعله يشبّ على فكرة تترسّخ لديه وهي: أنّ كلّ تصرّف أو سلوك يقوم به، إنّما يلقى الاستجابة المطلقة ممّن حوله. وهذا يعني أنّه إذا تسامحنا مع الطفل – اليوم – في كلّ شيء، وحاولنا أن نمنع عنه ذلك، كلّه أو بعضه، في الغد، فلا يشكّل لديه أي وضوح في تصوّراته عن الحرية الخاصة والعامة، وعن المسموح فيها أو الممنوع.

  إنّ الحزم في التعامل مع الطفل مطلوب، وفي وقت مبكر.. والموضوعية العقلانية أمام تصرّفاته وطلباته أيضاً مطلوبة. فلا يكفي أن يقال له عندما يتعدّى حدوده أو يقوم بعمل غير لائق: (لا تفعل هذا أبداً..) بل يجب أن يضاف بعدها: (بل يجب أن تفعل هكذا...)، وبذلك يتعلّم الطفل بالتدريج حدود حريته وتقويم سلوكه الصحيح، بحيث يصل إلى مرحلة السيطرة الإرادية على تصرّفات، بعدما استوعب معنى الحرية والقيم ومظاهر السلوك الإيجابية، وتمثّلها قولاً وفعلاً..

أقراء ايضأ : الاثار التربوية ومستقبل الابناء  

7- التربية الجنينيه:

أن التربية تبدأ مع تشكل الجنين، وتستمر إلى نهاية الحياة، طالما أن الإنسان قادر على التعامل والتفاعل مع بيئته الخاصة والعامة.وهذا يعطي أهمية خاصة للمرحلة الجنينية التي يقضيها الكائن البشري في رحم أمه،قبل أن يرى النور في العالم الكبير الذي سيصبح عضوا" فيه...يقول المثل الشعبي: ((السعيد سعيد في بطن أمه..والشقي،شقي بطن أمه)) وهذا يدل على أهمية تلك الفترة التي يقضيها الجنين في رحم أمه قبل أن يولد طفلا"، الظروف التي يمر بها في هذه الفترة من خلال أمه، ومدى تأثيراتها على مستقبل حياته، ولسيما على الصفات والسلوكات التي تبنى عليها شخصيته الاجتماعية...فالطفل يكون خلال الفترة الجنينية، أشبه بعضو من أعضاء أمه، فيتاثر بالعوامل والظروف المحيطة بالأم، والتي تؤثر في صحة جسمها أولا". وفي عواطفها ومشاعرها ثانيا"، سواء كان ذلك سلبا" أو ايجابا".. ومن هنا يأتي الاهتمام بالمرأة الحامل والعناية بها، وتوفير المستلزمات الضرورية لمساعدتها في اجتياز هذه المرحلة بصورة سليمة من النواحي الجسمية والنفسية، والتي لها تأثيرات مباشرة في نمو الجنين فيل الولادة، وبعدها..

وهذه المستلزمات كثيرة ومتنوعة يمكن إجمالها بما يلي:

1- طبيعة الأغذية التي تتناولها الأم الحامل، وتوازن هذه الأغذية في الحدود المقبولة، ولاسيما الأغذية البروتينية، من العوامل الأساسية في سلامة بنية الطفل ورشاقة قوامه، وصحة حواسه العامة.
2-  إكثار الأم الحامل من التوابل والأطعمة الحارة، يعرض الطفل إلى الإصابة بالمرض الجلدي(الأكزيما) بعد الولادة.كما أن التدخين وتناول الأدوية بكثرة، يؤدي إلى إصابة الطفل ببعض الأمراض الدموية، التي تنتهي بالوفاة.. ، يعدّ التعب والإرهاق العصبي والتوتّر النفسي، وغيرها من الضغوطات التي تعاني منها الأم الحامل، من العوامل التي تجعل الطفل سريع الانفعال، عصبي المزاج، يصعب التعامل معه في أحيان كثيرة.وقد أثبتت بعض الدراسات والبحوث التربوية والنفسية، أنّ قسطاً من النجاح الباهر الذي أحرزه بعض العظماء في العالم، يعود إلى طبيعة الظروف التي عاشوها في المرحلة الجنينية.. 

8-علاقة الأم بالطفل:  

 تعدّ العلاقة بين الأم والطفل، من أهمّ العلاقات التي يقيمها الطفل مع بيئته بعد الولادة، بل هي  أولى هذه العلاقات. ولذلك، فهب الأساس لمجموعة من العلاقات التي يكوّنها الطفل مع أسرته أولاّ، ومع الآخرين  طوال حياته، سواء كانت إيجابية أو سلبية. ولا شكّ أنّ الأمهات جميعهنّ يعملن لأن تكون علاقاتهنّ مع أطفالهنّ كاملة وإيجابية، بقدر المستطاع، على الرغم من وجود بعض الصعوبات أحياناً. وذلك، لأنّ هذه العلاقة لا تتوقّف على قدرات الأم وجهودها فحسب، وإنّما تتوقّف أيضاَ على وضع الطفل، الجسدي والعقلي والنفسي، والذي كثيراً ما يكون أحدها سبباً في فشل تكوين هذه العلاقة، لعدم قدرة الوالدين، ولا سيّما الأم، على تفهّم وضع الطفل بصورة صحيحة .

إنّ ثقافة الأم، النفسيّة والتربوية، تمكّنها من معرفة ميزات كلّ مرحلة من مراحل  

 أقراء ايضأ : الاثار التربوية ومستقبل الابناء 2 

   

تعليقات

  1. سبحان الله والحمدالله والا الله الا الله والله اكبر

    ردحذف
  2. سبحان الله والحمدالله والا الله الا الله والله اكبر

    ردحذف
  3. سبحان الله والحمدالله والا الله الا الله والله اكبر

    ردحذف

إرسال تعليق

مرحبا بتعليقك عبر عن رائيك شاركنا....

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مفهوم التربية الأخلاقية وأهدافها واهميتها طرائقه

  أولاً- مفهوم التربية الأخلاقية وأبعادها  يجمع المربون على أنّ تنمية القيم الأخلاقية في نفوس الناشئة، جزء أساس من عناصر التربية العامة، وأنّ كلّ تربية تخلو من العناصر الأخلاقية، ما هي إلاّ تربية عديمة الجدوى.  فتربية الشخصية المتكاملة والمتوازنة، لا تتحقّق إلاّ مع التربية الأخلاقية السليمة، باعتبار أنّ الأخلاق إذا ما تأصّلت في ذات الفرد، تصبح قوّة دافعة للسلوك والعمل والتعامل الإيجابي والفعّال.  وانطلاقاً من هذه الأهميّة للأخلاق والقيم والأخلاقية، فقد جهد الباحثون والدارسون، في إعطاء مفهومات للتربية الأخلاقية، من جوانبها المختلفة.  فعرّفت التربية الأخلاقية من حيث تعليم القيم الأخلاقية، بأنّها: التعليم المباشر وغير المباشر للأخلاق بهدف التعرّف إلى قيمة السلوك الخيّر أو الخُلقي، في ذاته من جهة، وبالنسبة للأفراد والمجتمع من جهة أخرى، وتحليل المبادىء التي تتحدّد في ضوئها هذه القيمة أو تلك..  أي أنّ التربية الأخلاقية هي: تعليم المبادىء الأخلاقية وممارستها، أو هي تكوين بصيرة  أخلاقية عند الطفل / الفرد، يمكنه بها التمييز بين سلوكي الخير والشرّ.  ...

العوامل التي تؤثّر في التربية الأسـرية

     تمتاز التربية الأسرية بأنّهما عمليّة نفسيّة – اجتماعية، يخضع لها الفرد (الكائن البشري) من ولادته حتى نضجه، حيث يصبح شخصاً اجتماعيّاً كامل الصفات والموجبات اللازمة لعضويته الاجتماعيّة.وتقوم هذه العملية على التفاعل بين الطفل والأسرة، من خلال مجموعة من الروابط والعلاقات التي تنظّم حياة الأسرة، وتحدّد دور كلّ فرد فيها..وثمّة عوامل مؤثّرة في هذه العلاقات، تتمثّل في أوضاع الأسرة: (العاطفية والأخلاقية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية)، حيث تتفاعل هذه العوامل فيما بينها، لتشكّل طبيعة النظام الأسري الذي ينعكس بدور على تربية الأبناء وتنشئتهم، بصورة إيجابية أو سلبيّة.     فما   الأوضاع الأسرية التي تؤثّر في التربية الاجتماعيّة؟ وكيف تتعامل معها الأسرة؟      أقراء أيضا :العوامل التي تؤثّر في التربية الأسـرية أولاً- الوضع العاطفي للأسرة :         يختلف تأثير الأسرة في النمو الاجتماعي للفرد،   تبعاً لنوع الأسرة   والعلاقة العاطفية التي تربط بين أفرادها، إيجاباً أو سلباً. فعلاقة الطفل بالأب في سنو...

مرطب للبشرة

 المكونات خذي بياض بيض   ملعقة حليب  ملعقة عسل طريقة العمل واخلطيها جيدا وضعيها على الوجه لمدة 15 دقيقة ثم اغسلي وجهك  أقراء ايضا للحصول على شعر أسود لامع  وصفه مضمونه ومجربه لعمل رموش كثيفة  مرطب طبيعي للشفاه  طريقة العناية بالقدمين  وصفة لزيادة الوزن الطبيعي من 5 الى 7 كيلو فى الشهر وصفه مجربه لزياده الصدر مرطب طبيعي  لاطاله الشعر في شهر ونصف  اكليل الجبل لعلاج قشرة الشعر الدهني  وصفه لشد الوجه  وصفه لبشره صافيه و نقيه للحصول على اظافر قويه وصلبه وصفة لتكثيف الشعر  لشعر ناعم كأنه مستشور طريقه عمل زيت مساج في المنزل  مرطب طبيعي للوجه لبشرة كالحرير  طريقة تفتيح  وتنعيم الكوع والركبة تنعيم وتفتيح اليدين  طريقة نفخ الشفاه في المنزل  طريقة عمل ماسك لشد الوجه  ماسك للبشره الدهنيه  فوائد بياض البيض للبشره  توجد العديد من الفوائد التجميلية لبياض البيض منها  أنه يحارب حب الشباب  يصغر المسامات الكبيره   يقوم بالتخلص من الرؤوس السوداء يمنع انتفاخ منطقه حو...