التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مفهوم -طبيعة-خصائص-الاسرة

أولاً- مفهوم الأسرة وطبيعتها :

   ثمّة حقيقة لا جدال فيها، وهي أنّ الناس جميعهم،في الماضي والحاضر، ولدوا وتربوا في " أسرة " لها قواعد ومعايير تجعل من الصعب على الأفراد أن يعيشوا حياة مريحة خارجها. ولذلك لا يمكن فهم الأسرة على أنها ظاهرة منعزلة، إذ لابدّ من ربطها في سياق النظم السياسية والاقتصادية والتأثيرات الثقافية في المجتمع.

    ونظراً لتعدّد أنماط الأسر فإنّه من الصعب تقديم تعريف كامل لها. ففي معاجم اللغة الإنكليزية، تعني " الأسرة " – العائلة  كلّ الناس الذين يعيشون في منزل واحد حيث يوجد الأبوان والأبناء ويكون بينهم رابطة الدم والقرابـــة. أمّا في  اللغـــة العربيــة، فيشير مصطلح العائلـــــة إلى الأسرة الممتدّة"

 المكون من الزوج والزوجة وأولادهما وزوجات الأبناء وأبنائهم، وغيرهم من الأقارب حيث يقيم هؤلاء جميعاً في مسكن واحد، ويشاركون في حياة اقتصادية واجتماعية واحدة تحت رئاسة الأب الأكبر أو رئيس العائلة.     وإذا كان معنى الأسرة لغوياً بمعنى عشيرة الرجل وأهل بيته، فإنّ كلمة أسرة مشتقّة من الأسر، وهنا الأسر اختيارياً بما يرتضيه الإنسان لنفسه ويفهم منه العبء الملقى عليه، أي المسؤولية. .

   إنّ الأسرة بمعناها الضيّق (المحدّد) الذي اصطلح على تسميتها بالأسرة النووية ظلّت مركز التناسل ومصدر الرعاية الأولية المباشرة. فالأسرة عند الإنسان هي أولاً وقبل أي شيء نظام اجتماعي، يحدّد سلوكها طبقاً للعادات والمناخ الثقافــــــي والمستوى الفكــــــري والتعليمي. 

    ويرى (كارتـر وكولد رايك)  أنّه: عندما نتحّدث عن انتقال الأسرة عبر دورة الحياة، فمن المهمّ أن نلاحظ كيف نصّب بعض الخبراء أنفسهم لتعريف الأسرة. فالعائلة النووية عند الإيطاليين مثلاً، لا وجود لها، لأنّ الأسرة عندهم تشير إلى الامتداد التام لشبكة العمّات والأعمام وأبناء العمومة والأجداد الذين هم  مشمولون بصنع القرار في الأسرة. 

    ويذهب الصينيون إلى ضمّ كل أجدادهم في تعريفهم للأسرة. ويرون أنّ كل شيء يفعلونه يحدث ضمن سياق مجموعة الأسرة، وينعكس عند حدوث العار أو الفخر على المجموعة الكاملة من الأجيال. 

   " فالأسرة النواة هي جماعة صغيرة تتكوّن من زوج وزوجة وأبناء غير بالغين،  وتقوم كوحدة مستقلة عن باقي المجتمع المحلي "

    أمّا الأسرة الممتدّة فهي مجموعة من الأسر النووية والأقارب، يسكنون في مساكن منفصلة ولكنّها متجاورة في أغلب الأحيان ويكوّنون وحدة متلازمة ومستمرة عن طريق الاتصالات اليومية، وتبادل الخدمات والتعاون في أعمال المنزل والمشتريات والتشاور في كل أمور الأسرة. 

     فالأسرة وحدة إنتاجية بيولوجية تقوم على زواج شخصين ويترتّب على هذا الزواج – عادة – نتاج من الأطفال.كما أنّ الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي يحتّك بها الطفل احتكاكاً مستمرّاً ومتواصلاً، كما أنهّا تعدّ المكان الأوّل الذي تنمو فيه أنماط التنشئة الاجتماعية .

   ولذلك عرّفت الأسرة بالنظر إلى طبيعتها ووظائفها بأنّها " ذلك البناء الاجتماعي الدقيق الذي يتكوّن من أبّ وأمّ وأولاد. وهي من أهمّ العوامل المكوّنة لشخصية الطفل، من حيث انتماؤه البيولوجي لها،وتفاعلها اليومي الطويل معه، وتربيتها المستمرّة له،واهتمامها الشخصي بنموّه وتقدّمه، وصلاح حالــــة وبمواصفاتــــه السلوكية والاجتماعية والاقتصادية الإيجابية والسلبيّة" .

    واستناداً إلى التعريفات السابقة يمكن القول إنّ الأسرة هي المؤسّسة الاجتماعية والتربوية الأولى في المجتمع تقوم نتيجة زواج شرعي وقانوني يعترف به المجتمع، ويترتّب على ذلك حقوق وواجبات.. وتتألّف من زوج وزوجة وأولادهما يقيمون جميعاً في مسكن واحد،  تقوم بينهم رابطة القرابة ويتمّ التفاعل بينهم طبقاً لأدوار محدّدة، تدعمها ثقافة عامة تهدف إلى تشكيل شخصية الفرد ونموّه اجتماعياً.

    ولذلك تميّز في الأسرة ثلاثة مستويات من التفاعل الاجتماعي وهي: 

1- المستوى غير اللفظي، ويشمل: الحبّ بين أفراد الأسرة، والعلاقات العاطفية بين الزوجين.

2- المستوى العاطفي، وفيه عواطف مشتركة بين أفراد الأسرة تؤدي إلى ترابطها وتفاهمها.

3- المستوى العقلي، وهو تبادل الأفكار والأحكام والقيم والمعلومات بين أفراد الأسرة.

    وبما أن الأسرة مؤسّسة اجتماعية قائمة بذاتها ينشأ فيها الطفل، وتتبلور معالم شخصيّته بناء على ما يحدث في هذه المؤسّسة من تفاعل وعلاقات تتفاوت بين أفرادها وفق طرائقها وأساليبها الخاصة بها، فإنّ الأسرة مسؤولة تماماً عن بناء شخصية الطفل وتعتبر الأسرة في المجتمع بمنزلة القلب في الجسد، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع كلّه، وإذا فسدت فسد المجتمع..

  ومهما كانت العبارات اللغوية والمواقف السلوكية التي تستخدم  أحياناً لتوضيح مفهوم الأسرة، فإنّ الروابط الأسرية(الشرعية والبيولوجية والنفسيّة والاجتماعية)، تمثّل شبكة العلاقات السائدة في النظام الزواجي والأبوي والأخوي، وتؤدّي بالتالي إلى تماسك الأسرة والمجتمع، من خلال التربية الأسرية السليمة.

أقراء ايضأ : الأساليب الأسرية في التربية الاجتماعية

ثانياً- أهميّة الأسرة (الاجتماعيّة والتربويّة) :

    إنّ الخبرات التي يحصل عليها الفرد، والسلوكات التي يكتسبها من المحيطين به في الأسرة، ولا سيّما في مراحل طفولته، تعدّ من أهمّ العناصر التربوية التي يمرّ بها في حياته، والتي تؤثّر في بناء شخصيّته من جوانبها كافّة.. وهذا ما يجمع عليه المختصّون بعلم الاجتماع وعلم النفس والتربية.

    فالأسرة ترسم ملامح شخصيّة الفرد في طفولته، من حيث نموّه وقدرته على التوافق الشخصي والاجتماعي، كما تضع الأسس لمدى استقلاليته واعتماده على ذاته، وقدرته على تحقيق أهدافه، في مرحلتي المراهقة والشباب.. وهذا يعني أنّ الأسرة هي العامل الأساسي، الاجتماعي والتربوي، في تشكيل شخصيّات الأبناء. وتتجلّى أهميتها في هذا التشكيل، بالجوانب التالية، المتداخلة والمترابطة:

1- كونها المكان الوحيد في مرحلة المهد، وما بعدها، لتربية خاصة (مقصودة) لا تستطيع أيّة مؤسّسة تربوية أن تقوم بهذا الدور.. فهي تعلّم الطفل اللغة، وتكسبه المهارات الأولى في التعبير، وتعوّده ممارسة الكثير من السلوكات الاجتماعية المرغوبة.. إضافة إلى كونها أكثر ديمومة في حياة الطفل / الفرد، من المؤسّسات الاجتماعية الأخرى، وتمثّل الجماعة المرجعية التي يعتمد عليها الطفل عند تقويمه لسلوكه.

2- كونها البيئة التي تتعهّد الطفل بالتربية، وتشمله بالرعاية والحبّ والاهتمام، وتعوّده النظام الاجتماعي الذي يقوم بإرساء قواعد التنشئة الاجتماعية..فيتلقّى الفرد / الطفل في محيطه الأسري، الدروس الأولى في الحياة والسلوك الاجتماعي، ويدرك الروابط والعلاقات والمفاهيم التي تنظّمها..

3-  كونها تؤدّي دوراً فاعلاً في التوافق الاجتماعي عند الطفل، حيث تنمّي لديه الاتجاه نحو التعاون والترحيب بمشاركة الآخرين في ألعابه وأدواته الخاصة.. وذلك من خلال فسح المجال أمام الطفل للقيام ببعض المهام اليوميّة البسيطة  (الفردية والجماعية)، والتي تتناسب مع قدراته واهتماماته.

4-  كونها تمثّل المدخل الذي يلج الطفل من خلاله إلى رحاب الحياة الاجتماعية، بأبعادها وأطرافها المترامية..فالأسرة هي الجماعة الأولية لتفاعل الطفل، وهي النموذج الذي ستتشكّل وفقاً له تفاعلاته وعلاقاته الاجتماعية، حيث يتأثّر بها نموّه الانفعالي والعاطفي، وسلوكه في تعامله مع الآخرين، فيما بعد. 

   وبذلك تشكّل الأسرة المدرسة الأولى التي تزوّد الطفل بالخبرات والسلوكات، التي تبنى عليها شخصيّته المستقبلية..التي تتمتّع بالصحّة البدنيّة والنفسيّة والعقليّة والاجتماعيّة.

 

ثالثاً- مكوّنات الأسرة وخصائصها :

   تتكوّن الأسرة كنواة اجتماعية ومجتمع مصغر، من عدد من الأفراد وهم: الزوج والزوجة (الأبّ والأمّ) والأبناء.. ولا يعتبر هؤلاء مؤهّلين لتكوين مفهوم الأسرة في المجتمع، ما لم تتوافر لهم شروط نفسية ومواصفات وسلوكيّة ليصبحوا قادرين على معايشة هذه الصيغة الاجتماعية.

" فالزوجة تريد من الزوج صديقاً وشريكاً، وهي تريده عائلاً لها ولأولادها وحامياً لمصالحهم، ثمّ هي تتوقّع منه مشاركة تامّة في إدارة شؤون البيت. وأمّا الزوج، فينتظر من شريكة حياته (الزوجة) المعاملة بالمثل، ويعتمد عليها اليوم اكثر من أي وقت،  في تهيئة حياة سعيدة لـــه ولأولاده، حياة يســـودها الحبّ والرعاية والمشــاركة " .

     فالزوجان ليسا متطابقين فحسب، وإنّما هما متكاملان.. وإن كانت ثمّة فروقات بين الزوجين، وراثية وبيئية ومزاجية وأخلاقية وثقافية، فلا بدّ من استثمار العناصر المشتركة والتنازلات المتبادلة وتبادل الإفادة من الخبرات، بحيث يكون التباين عامل جذب بينهما.


أما العناصر التي تتكوّن منها الأسرة فهي:

2-  الزوج (الأب):

    ويكون مؤهّلاً لتكوين أسرة، وفاعلاً في البيئة الأسرية إذا كان ديمقراطيّاً لا يستبدّ بكلّ صغيرة وكبيرة في شؤون الأسرة، ويُشعر أفراد أسرته بعطفه وحنوّه، وتواضعه، لا يحكمهم بالتهديد والوعيد والضرب والحرمان، بل يوفّر لهم حاجاتهم البيولوجية والفيزيولوجية والأمنيّة والاجتماعية. يعاشر زوجته بالمعروف ويلزمها بالآداب ولا يفشي سرّها ولا يذكر عيباً فيها.  يربيّ أبناءه على الخير ويجنّبهم الشر، ويتعامل معهم من خلال المساواة والعدالــة في المعاملــة الو الديـة.  ويعيش الحياة السعيدة مع زوجته من خلال مساعدتها وتسهيل الصعاب أمامها، ويوفّر المناخ الأسروي الهادئ..

 

   2-  الزوجة (الأم):

هي التي تعطي المعنى القيمي للأسرة من خلال تقييم الأمور المتعلّقة بالخير والشرّ، والمناسب وغير المناسب، والجميل والقبيح، والمفيد والضار، والجوهري والثانوي، حيث تكون أكثر حصافة في القدرة على التقييم .

   وعلى الرغم من خروج الأمهات للعمل المهني / الوظيفي، فإنّ  الأم تبقى  الشخص الأهمّ في حياة الأبناء، ولا سيّما  في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث يمثّل سلوكها التأثير الفعّال في شخصيّة الطفل ونموّه الاجتماعي،فإذا كانت علاقة الطفل بأمّه دافئة، شجّعت تقبل الطفل لجنسه وعززّت تفاؤله بنفسه.

    وتكون الأم مؤهّلة للدور الذي يجب أن تقوم به لتكوين الأسرة بمفهومها الاجتماعي والعملي، إذا أوكلت مسؤولية شؤون البيت لنفسها،  ووفّرت الطمأنينة للأسرة، وهي تكيّف  نفسها لظروف زوجها وأولادها، وتكون حكيمة في علاقاتها الاجتماعية، لتكون قدوة لأبنائها في القول الفعل.

 

3-  الأبناء:

    هم نتاج العلاقة الزوجية الشرعيّة والبيولوجية،  وهم الذين يتربّون في كنف الأسرة التي تضمّهم مع والديهم. فلا يعصون والديهم ولا يتمرّدون على النظام الأسري.. تكون علاقة بعضهم مع بعض علاقة زمالة ومنافسة شريفة، مبنيّة على المحبّة والاحترام المتبادل بين الصغار والكبار، والتعاون الإيجابي ضمن النظام الأسري، ولمصلحة أفراد الأسرة وتماسكها.

   وفي المقابل، فإنّ من واجب الأهل مساعدة الأبناء على التعايش المشترك، بإقامة مسؤوليات تتلاءم وعمر كلّ منهم، ومراعاة الفروق الفردية فيما بينهم، بحيث تقوم الروابط الأسرية في إطار النظام وصلة الرحم،  وتعزيز الحقوق  والواجبات  للجميع، ومن دون تمييز.

 

رابعاً- وظائف الأسرة :

    تتحدّد المكانة الاجتماعية أو (الوضع الاجتماعي) للأطفال عن طريق انتمائهم إلى أسرة معينة، حيث التربية والتنشئة والضبط الاجتماعي. فالأسرة وسط اجتماعي وثقافي منظم وهي بيئة تعليم وتدريب للطفل، فالوالدان معلمان ومربيان، يقومان بانتقاء الثقافة المحيطة وتنقيتها، وينقلانها إلى الأبناء بما يتناسب مع قيم المجتمع ومعاييره.

          ويمكن أجمال وظائف الأسرة وأدوارها بما يلي:

1- الوظيفة البيولوجية: 

    تتمثّل في إنجاب الأطفال وحفظ النوع البشري، من خلال العلاقة الشرعية/ القانونية التي تربط بين الرجل والمرأة وتنظّم الحياة الاجتماعية والجنسية بينهما. فكلّ فرد في هذا المجتمع أنجبته أسرة إرضاء لغريزة الأبوة والأمومة من جهة،  ورفد المجتمع بعناصر جديدة لضمان استمراره كوحدة بشرية متطوّرة من جهة ثانية،  في إطار ثقافة المجتمع وقيمه وقوانينه. " ولكي تقوم الأسرة بههذه الوظيفة بشكل سليم، فلا بدّ من التوافق الصحي بين الزوجين لتجنّب الأمراض الوراثية والسلامة من الإعاقات التي يمكن أن تورّث للأبناء، وتنظيم عدد أفراد الأسرة.. وكذلك ضرورة التقارب العمري والثقافي بين الزوجين، ممّا يؤدي إلى تقوية العلاقات بينهما" 

   وبما أنّ الأسرة تعتبر أساساً للتكوين الاجتماعي، كما يرى علماء النفس " وتقوم بالدرجة الأولى على الاتحاد الجنسي والاندماج الكلّي الذي يؤدّي بدوره،  إذا ما كانت الظروف مناسبة، إلى إيجاد علاقة انفعالية تربط بين الزوجين وتُشعِر كلاًّ منهما بالأمن والسعادة والهناء "  فإنّه من الضروري فسح المجال أمام حريّة الأفراد، من كلا الجنسين، للاختيار الزوجي الحرّ بعد بلوغ سنّ النضج؛ فالزواج المتوافق المنسجم المبني على الحبّ والاحترام، يدخل السعادة والهناء إلى البيت، والحبّ الصحيح  المبني على الإخلاص والوفاء، يمنح الزوجين القدرة على تربية الأبناء وبناء الأسرة السليمة..

 

 2- الوظيفة الاجتماعية:

    تعدّ الوظيفة الأساسية للأسرة  في إطار التربيّة الاجتماعية، وتتمثّل في تنمية الحسّ الاجتماعي، وتدريبهم على مراعاة الحقوق والواجبات والمساهمة في خدمة المجتمع، ومساعدة المحتاجين والاشتراك في أعمال الخير.. وإعدادهم  للأدوار المستقبليّة، لكي يكونوا قادرين على إقامة العلاقات الاجتماعية السليمة مع أفراد أسرتهم ومجتمعهم.

   ولكي تتحقّق الوظيفة الاجتماعية لا بدّ من توافر الأمور التالية: 

-       النموذج الجيّد من قبل الوالدين.

-       تشجيع الأهل أطفالهم على أعمال الخير التي يقومون بها.

-       اشتراك الأطفال مع آبائهم في المناسبات الاجتماعية لمعرفة السلوك المناسب.

-    الاهتمام بالأخلاق الكريمة وحسن التصرّف (صدق – أمانة – شرف – تضحية...)

-    احترام القوانين واللوائح والتعليمات، الناظمة للعلاقات الأسرية والاجتماعية.

    كما أنّ الاحترام المتبادل بين الطفل وأسرته يولّد أخلاق الحرية والشعور بالعدل والمساواة.

    وإذا كانت التربية هي الفعل الذي تمارسه الأجيال الراشدة على الأجيال التي لم ترشد بعد، من أجل الحياة الاجتماعية، كما يقول  ،  فإنّ الأسرة  تقوم بعمليّة التأهيل الاجتماعي للأبناء، فيكتسبون عضوية المجتمع وفق القيم الاجتماعية السائدة.

 

3-الوظيفة النفسية:

     تؤثّر بنية الأسرة وخصائصها وحجمها والعلاقات السائدة فيها، تأثيراً كبيراً في بنية الطفل النفسيّة/ العاطفية. وهذا ما يوجب على الأسرة أن توفّر الدعم النفسي للأبناء، وتمنحهم الإحساس بالأمن والقبول في الأسرة والحماية والاستقرار، لأنّ الأسرة هي المصدر الأول للعلاقات العاطفية والاجتماعيّة، الإيجابيّة والسلبيّة، وغير ذلك من عوامل الاتّزان النفسي والعاطفي التي تؤثّر بدورها  في بناء القيم الاجتماعية السليمة.

   إنّ عطف الوالدين على الأبناء وحبّهما المعقلن لهم، في إطار العدالة والمساواة  وعدم التمييز، هي من الأمور الأساسية في خلق الأجواء النفسيّة / الأسرية، التي لها  الأثر الكبير في بناء الأسرة المستقرّة القادرة على أداء المهام التربوية والاجتماعية..   فالرغبة في أن تكون أباً جيداً أو أماً جيدة أمر طبيعي جداً بالنسبة للأغلبية الساحقة من الأهل،  فهذه الرغبة كالحاجة لأن تكون سعيداً بصحة جيدة وواثقاً من نفسك،  وكالسعي لبلوغ النجاح والاحترام 

ولذلك فمن الأفضل أن يناقش الوالدان أفراد الأسرة بالمشكلات والصعوبات لتنمية معايير الاستقلال عند الأبناء، والاعتماد على الذات والثقة بالنفس، وإعطاء كلّ فرد شعوراً بقيمته وأهميته ودوره في الأسرة والمجتمع.

 

4-الوظيفة التربوية:

      تقوم هذه الوظيفة على تدريب الأطفال على العادات السلوكية والمهارات  العقليّة الصحيحة، كالتفكير والمحاكاة، والتصرّف الصحيح الذكي والواعي على الصعيدين: الفردي والاجتماعي، حيث تقوم الأسرة بتوفير الجوّ التربوي/ الاجتماعي السليم،  والإمكانات الفكرية المناسبة والعادات الصحيحة داخل البيت.. فتعلّم الأبناء  لغة التخاطب، واكتساب المفردات الثقافية بعد تنقيتها واختيار ما يناسب كلاًّ منهم وفقاً لمرحلة نموه.

     إنّ الوظيفة التربوية التي تقوم بها الأسرة ليست بالأمر السهل، ولا سيّما عملية غرس القيم الاجتماعية والسلوكات المترجمة لها.. فالأبناء بحاجة إلى من يرشدهم ويوجههم وفق ميولهم وقدراتهم، حتى سنّ النضج والبلوغ، وربّما إلى ما بعد ذلك.. ولا تستطيع الأسرة أن تؤدّي وظيفتها التربوية إلاّ من خلال وعيها واقع الطفل والمجتمع ومستقبل الجيل الجديد، وتعميق مضمون التنشئة الاجتماعية التي تستند إلى المعرفة والبعد التربوي من جوانبه المختلفة.

 

5- الوظيفة الأخلاقية:

     تقوم هذه الوظيفة على مبدأ القدوة الحسنة المتمثّلة (بالأب والأمّ) في تعريف الأطفال بالمبادئ الأخلاقية السليمة والسلوك الأخلاقي المقبول اجتماعياً،  وبالتالي تنمية العادات والقيم السلوكية المرغوب فيها، ومنها أخلاقيات التعامل مع الآخرين." وذلك باعتبار العلاقات الأخلاقية هي صورة القيم التي توطّد وتدعّم في المجتمع، حيث تبرز هذه العلاقات بوصفها منظومة محدّدة وهي جانب من العلاقات الاجتماعية " .

   إنّ معرفة قواعد السلوك الخلقي والتدريب عليها وممارستها هي من السلوكات المكتسبة، لأن الأخلاق مركّب اجتماعي يتمثّل بإصدار قرارات سوية وتحويلها إلى فعل  مناسب،  حيث تقوم الأخلاق بضبط سلوك الناس،  وترتبط بدرجة كبيرة بحالة الأساليب الأخرى للضبط الاجتماعي،لأنّ  لديها القدرة على التغلغل في  ميادين الحياة الاجتماعية المختلفة.

   والخلاصة، إن التفاعل الاجتماعي بين أفراد الأسرة يحقّق الانتماء العاطفي والارتباط الاجتماعي والبيولوجي، والتفاعل اللازم لنموّ الطفل اجتماعياً، واستعداده للتعامل مع الآخرين والتكيف معهم، فتتكوّن شخصيته السويّة من خلال اكتساب العادات والقيم الأساسية التي تنعكس في سلوكه الفردي والاجتماعي والإنساني.

 أقراء ايضأ : التربية الاجتماعية في الأسرة

خامساً- دور الأسرة (التربوي / الاجتماعي) :

     يقول المربّي الشهير/ جان بستالونزي /:  إنّ الأسرة هي مصدر كلّ تربية صحيحة يتأثّر بها الطفل. ففي البيئة الأسرية / الاجتماعية تنمو شخصية الطفل / الفرد، فيتعرّف ذاته والآخرين من خلال التعامل بينه وبين أعضائها.. ويتلقّى الدروس الأولى في القيم الاجتماعية / الأخلاقية، من خلال معرفة ما يجب – وما لا يجب – القيام به من أعمال، وتتعزّز لديه بالتالي قيم المجتمع وأنماط السلوك المقبولة فيه.

   فالأطفال الذين لا يستطيعون التمتّع بوجودهم في البيت أو حول أسرهم،  يمكن أن يصابوا بإعاقة شديدة في نموّهم الاجتماعي، كأن يشعروا بأنهم غير محبوبين من قبل أبويهم أو مرفوضين،  فلا يستطيعون زيارة أصدقائهم واللعب معهم، ولا يستطيعون دعوة أحد من هؤلاء إلى زيارتهم.

    وهذا يفرض على التربية الأسرية (ممثلة بالوالدين) أن تُحدِث في الأبناء جملة من الأفعال والتأثيرات الإيجابية.. ففي الأسرة يتمّ اتباع أساليب التهذيب ومنطق الثواب والعقاب، والحرية والمسؤولية، وتدعيم القيم الروحية والقواعد الخلُقية في السلوك، وخلق جوّ الثقة والأمن داخل الأسرة، واعتبار رعاية الأبناء بالمراقبة والمتابعة وعدم الانشغال عنهم، من أهمّ الواجبات الأسرية حيث تتكامل الأدوار بين أفرادها ولاسيّما دور الوالدين.

1- دور الأب:

    الأبوة الرشيدة ليست إنجاباً للأطفال أو إنفاقاً عليهم، بل هي ضبط لهم وحماية ورعاية. وهذا يتوافق مع القول التربوي الشهير: " من السهل أن تكون أباً –أو أمّاً- ولكن من الصعب أن تكون مربّياً " وفي ذلك تأكيد على دور الأب التربوي، في الوفاء بحقوق الطفل من حسن اختيار تسميته وتربيته وتأمين مستلزمات نموّه وتنشئته تنشئة سليمة. فغاية الأبّ إسعاد أبنائه من خلال توفير المناخ الصحيح للأسرة، والمعاملة الزوجية القائمة على  المودة والرحمة. فعلى الأب تقديم نموذج مثالي يتشرّف الأبناء بالانتساب إليه،وتقديم نموذج للبر بالوالدين وغرس قيم الأبوّة والأمومة في نفوس الأبناء. كما على الأبّ أن يأخذ دور المشرف الواعي المدرك لخطر مهمته بالموازنة بين العاطفة والعقل، فهو المسؤول الأول عن الحفاظ على كيان الأســرة برعايتها وتوجيهها..

    ومن جهة أخرى، يجب أن يكون دور الأب مساوياً لدور الأم داخل المنزل،  من حيث الاهتمام بتربية الأطفال والحرص على العناية بتغذيتهم حتى يشعر الطفل برقة أمّه وحنانها ورعاية  أبيه واهتمامه. وعلى الأب أن يكون حانياً على زوجته وأولاده وحامياً لهم،  ومنتجاً قادراً على تأمين حاجاتهم...  وقادراً على مشاركة الأسرة باتخاذ القرارات الخاصّة بها، ويكون أيضاً واقعياً في التعامل مع أولاده والآخرين، بحيث يكون سلوكه غير متناقض في المواقف المختلفة.

    وتأسيساً على ما تقدّم، يتمثل دور الأب في الأمور التالية: 

-    المشاركة الفعّالة في تربية الأطفال مع الزوجة ضماناً لصحّة الأبناء النفسية.

- التفاهم مع الأم على الأسلوب التربوي لأنّ الازدواجية في المعاملة تخلق طفلاً متقلّب المزاج.

-  يكون المثل الأعلى والقدوة الصالحة لأطفاله، لأنّ بعض الأطفال لا يناقشون كلام الأب كما لو كان قانوناً.

- يمثّل السلطة (وليس التسلّط) على أطفاله من خلال المعاملة السوية في الحبّ والعطف والحنان والحزم. فالطفل يحتاج نفسيّاً ووجدانياً إلى هذه السلطة حتى لا يتشكّل لديه الفزع والخوف.

-  مراعاة إيقاعات النموّ ومستلزماتها، لأنّ شخصية الطفل تنمو تدريجياً ويجب متابعتها خطوة بخطوة، وتوجيهها..

-  ضبط سلوك الطفل من خلال غرس روح الانضباط  والنظام، ليكون الأب صديقاً ودوداً وليس متسلّطاً أو منافساً عنيداً.

-   تدريب الطفل على المشاركة والحوار بالود والصراحة، من خلال التبادل الوجداني والفكري بين الأب وأطفاله.

-  عدم التفرقة بين الأبناء، والعمل على تشجيعهم، لأنّ الثناء يبعث على الدفء والثقة بالنفس، والعمل المنتج.

     إنّ دور الأب التربوي أساس لضمان الصحّة النفسيّة والعاطفية للأبناء، وعليه أن يمثّل السلطة الحقيقية الديمقراطية التي تسهم في نموّ أطفاله وتشكيل شخصياتهم السوية. ولذلك، فإنّ كيفية وجود الأب في حياة أولاده، أكثر أهمية من مدّة الوقت الذي يقضيه معهم. وبالتالي فإنّ دور الأب التربوي يتكامل مع دور الأم، وكلاهما ضروري من أجل التربية الأسريّة السليمة.

2-  دور الأم:

   يتأثّر الطفل بشخصيّة أمّه وصفاتها، ونوع الرعاية التي تحيطه بها، حيث إنّ سعادة الأم في حياتها الزوجية تنعكس على تنشئة أطفالها.. ولذلك فعلى الأم أن تكون حانية على زوجها وعطوفة على أولادها، حافظة لحقوقهم،  واعية مسؤوليتها في التصرّف معهم، في حال حضور الزوج أ وفي حال غيابه، وحكيمة غير مستبدّة وذات شخصية سوية، غير متناقضة في قيمها وسلوكها.

    إنّ تأثير الأم  المباشر في العلاقات الاجتماعية عبر أطوار نموّ الطفل، أمر بالغ الأهمية في تنشئته الاجتماعية. ولقد كرّمتها الشرائع السماوية " الجنة تحت أقدام الأمهات " لما لها من دور فعّال في تربية الأبناء وبناء العلاقة الزوجية الصالحة،  حيث تؤدّي إلى التماسك والترابط في الأسرة.

     فالأم تعطي الصغير حقّه في الرضاع الطبيعي، وتمارس الأمومة الرشيدة بالعطف والمحبّة، وتبني القيم التربوية بالرعاية والتهذيب والإرشاد، "حيث تكون مثالاً يحتذى وقدوة حسنة، تقيم علاقات حسنة مع أبنائها من دون إفراط أو تفريط، فتشعرهم بوجودها المادي والمعنوي، وتستخدم معهم أساليب الحزم والمرونة والحبّ.   وبذلك تستطيع الأم أن  تخلق مناخاً أسروياً صحيّاً، تكون الأسرة فيه جميلة في مخيلة الأبناء، وتكون الملاذ لأي فرد من أفراد الأسرة.

    وهكذا تمثّل الأم الجانب الحنون في حياة الأبناء،  فهي الصديقة لهم عندما يعزّ الأصدقاء..  تستخدم العقل والمنطق في معالجة مشكلاتهم مبتعدة عن العنف، وتقدّم نموذجاً للتعامل معهم في حبها لأمها وأبيها والاعتزاز بوالديها والتحدّث عنهما بخير، وتعظيم الأمومة والأبوة كقيمة عظمى والحفاظ على كيان الأسرة مهما كانت التضحيات" 

. فكم من أمّهات تألمن بصمت، وأنكرن ذواتهن العاطفية والجنسية من أجل أبنائهن ومن أجل مستقبل أسرهنّ.

 

3- التكامل بين دور الأب ودور الأم:

     تكمن أهمية دور الوالدين في تكوين الأسرة وبقائها وسعادتها وحمايتها، من خلال تعاون الزوجين في تربية الأبناء؛ ففي كنف الأسرة ينشأ الطفل ويترعرع،  ويتعلّم كيف يعيش مع ذاته ومع الآخرين.    فالأسرة هي النسق الأول المسؤول عن تربية الطفل، وهي القوّة النفسية للمجتمع الذي تخلق لديه   الاتجاهات والقيم المختلفة، والمعايير الســـــلوكية المرغــــوب فيها 

.  ولذلك ينبغي أن تكون العلاقة وديّة بين الزوجين لأن الأطفال الذين ينشأون في مناخ أسري دافئ يبدون أكثر سعادة ويسراً، وأنّ توافق الوالدين وانسجامهما في الحياة الزوجية يلبي حاجات الأطفال من الأمن والطمأنينة، بحيث تتمّ تربيتهم محررين من العقد والمخاوف.

   وهذا يتطلّب أن يكون المناخ الأسري خالياً من الخصومات المستمرّة بين الأب والأم، ولا سيّما تلك الخصومات (المشاحنات) الشديدة التي يكون لها تأثير بالغ في نفسية الأطفال، ويحرمهم من حنان الأبوة أو الأمومة.   فالتكامل الأسري من خلال العلاقة بين الزوجين من جهة والعلاقة بين الزوجين والأبناء من جهة ثانية، وكذلك علاقة الأبناء بعضهم مع بعض والعلاقة بين الزوجين والأصدقاء، كلّها من متطلّبات نجاح العلاقات الأسريــة، والتكامل الأسري الذي يؤدّي  إلى تماسك الأسرة وسعادتها..

   واستناداً إلى ما تقدّم، يمكن القول: إنّ  تكامل دور الأب والأم في التربية الأسرية، يتجلّى في المجالات الآتية:

 

3/1 - إشباع حاجات الأبناء:

    الأسرة مصدر إشباع الحاجات إلى الأمن والطمأنينة والرضى عن الذات وعن الآخرين، والاستقرار والاتصال في الحياة  الأسرية والانتماء الأسري فالأطفال بحاجة إلى تعلم المعايير السلوكية واكتساب شعور الانتماء إلى الجماعة داخل الأسرة وخارجها..ولذلك  يجب أن تؤمّن للطفل الحاجات النفسية الضرورية، كشعوره بأنّه محبوب ومرغوب، وتأمين حاجاته كاللعب مع أقرانه كي يتعلّم كيف يحترم حقوق الآخرين، ومن خلال ملاحظة سلوك من حوله يتعلّم أنواع السلوك الاجتماعي المختلفة.وتستطيع الأسرة تأمين هذه الحاجات من خلال مراعاة الأمور التالية: 

- الاهتمام المتوازن بالحاجات الأولية والثانوية للأبناء.

- إشباع دوافع الأبوة والأمومة والبنوّة، من خلال إشباع الحاجة للانتماء الاجتماعي.

-  عدم الانشغال عن الأبناء وحرمانهم عاطفياً من حنان الأبوين، فذلك لا تعوّضه كنوز الدنيا.

-  إشباع حاجات الأبناء دون إفراط أو تفريط.

-  إشباع الحاجة للأمن بتدعيم كيان الأسرة والبعد عن الخلافات والصراعات الأسرية.

-    إشباع حاجات الأبناء للمركز الاجتماعي وتقدير الذات، وتكوين مفهوم إيجابي للذات والأسرة والمجتمع.   إنّ المسؤولية الملقاة على عاتق الأبوين تتمثّل في إشباع حاجات الأبناء بوصفهم أفراداً اجتماعيين، من خلال ترسيخ المسؤوليات المناسبة لكلّ مرحلة عمريه للوصول إلى قيم اجتماعية جيدة، وتدعيم القيم الروحية، وخلق جوّ الثقة والأمن داخل الأسرة، وعدم الانشغال عن رعاية الأبناء من خلال المراقبة والمتابعة والاهتمام.

 

3/2 - السلوك التوافقي وتربية الأبناء:
     إنّ تقوية الروابط الأسرية وخلق الجوّ التعاوني المتفاهم بين أعضائها جميعاً، تتطلّب التباحث مع الناشئة بأمور الأسرة، وتعليم الأبناء بالتدريج أساليب التفكير والتعميم والمحاكمة، لاختيار الرأي المناسب والأكثر ملائمة.

      فسلوك الفرد يتأثّر بخبرات طفولته المبكرة، ونتيجة لعلاقات الطفل بوالديه وأخوته وأخواته تتحدّد ملامح جوهر شخصيته.. وهذا يرتّب على الوالدين مراعاة ما يلي:

-  تقديم نماذج سلوكية سويّة، وعدم حلّ مشكلات الأبناء نيابة عنهم..

 - استخدام العقل والمنطق والرؤية في حلّ المشكلات ومساعدة الأبناء بالإرشاد والتوجيه.

- جعل الطموحات تتناسب مع القدرات وتدعيم الثقة بالنفس وإعطاء مسؤوليات مناسبة.

- توضيح مفاهيم الحقّ والواجب والالتزام، والحلال والحرام، والحدود والحريات للأبناء.

- رفض مظاهر الفساد والرشوة، وعدم تدعيم أي سلوك منحرف.

- الرضا والتفاؤل بالمستقبل والاعتماد على النفس، وتدعيم قيم العمل.

- مساعدة الأبناء في  رسم مستويات طموح حقيقية معقولة.

- تدعيم الإحساس الشخصي  والإحساس الاجتماعي، بمساعدة الابن على تقبل ذاته.

    إنّ الانسجام بين الزوجين يعني الاتفاق على أهداف مشتركة توجّه الحياة في الأسرة وتوحّد القيم بين الأب والأم، بما ينعكس على مستقبل أبنائهما.  وأنّ الاحترام المتبادل بينهما أمام أبنائهما يؤدّي إلى تماسك الأسرة وزيادة قوّة الانتماء الأسرى.

     فمستقبل الأسرة يتوقف على متغيرات عديدة في علاقة الآباء بالأبناء ومناهج تربية الطفل، وتدريب الأسرة على تعليم الأطفال كيفيّة اتخاذ القرارات التي تخصّهم لتنمية إمكانياتهم العاطفية والاجتماعية، وبناء جسور الثقة بين الأباء والأبناء بالصدق والأمانة والعمل على تفادي أي  صراع.

 

 أقراء ايضأ : التربية الاجتماعية في الأسرة

 

 

تعليقات

  1. سبحان الله والحمدالله والاالله الالله والله اكبر والاحول ولاقوة الابالله

    ردحذف

إرسال تعليق

مرحبا بتعليقك عبر عن رائيك شاركنا....

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مفهوم التربية الأخلاقية وأهدافها واهميتها طرائقه

  أولاً- مفهوم التربية الأخلاقية وأبعادها  يجمع المربون على أنّ تنمية القيم الأخلاقية في نفوس الناشئة، جزء أساس من عناصر التربية العامة، وأنّ كلّ تربية تخلو من العناصر الأخلاقية، ما هي إلاّ تربية عديمة الجدوى.  فتربية الشخصية المتكاملة والمتوازنة، لا تتحقّق إلاّ مع التربية الأخلاقية السليمة، باعتبار أنّ الأخلاق إذا ما تأصّلت في ذات الفرد، تصبح قوّة دافعة للسلوك والعمل والتعامل الإيجابي والفعّال.  وانطلاقاً من هذه الأهميّة للأخلاق والقيم والأخلاقية، فقد جهد الباحثون والدارسون، في إعطاء مفهومات للتربية الأخلاقية، من جوانبها المختلفة.  فعرّفت التربية الأخلاقية من حيث تعليم القيم الأخلاقية، بأنّها: التعليم المباشر وغير المباشر للأخلاق بهدف التعرّف إلى قيمة السلوك الخيّر أو الخُلقي، في ذاته من جهة، وبالنسبة للأفراد والمجتمع من جهة أخرى، وتحليل المبادىء التي تتحدّد في ضوئها هذه القيمة أو تلك..  أي أنّ التربية الأخلاقية هي: تعليم المبادىء الأخلاقية وممارستها، أو هي تكوين بصيرة  أخلاقية عند الطفل / الفرد، يمكنه بها التمييز بين سلوكي الخير والشرّ.  ...

العوامل التي تؤثّر في التربية الأسـرية

     تمتاز التربية الأسرية بأنّهما عمليّة نفسيّة – اجتماعية، يخضع لها الفرد (الكائن البشري) من ولادته حتى نضجه، حيث يصبح شخصاً اجتماعيّاً كامل الصفات والموجبات اللازمة لعضويته الاجتماعيّة.وتقوم هذه العملية على التفاعل بين الطفل والأسرة، من خلال مجموعة من الروابط والعلاقات التي تنظّم حياة الأسرة، وتحدّد دور كلّ فرد فيها..وثمّة عوامل مؤثّرة في هذه العلاقات، تتمثّل في أوضاع الأسرة: (العاطفية والأخلاقية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية)، حيث تتفاعل هذه العوامل فيما بينها، لتشكّل طبيعة النظام الأسري الذي ينعكس بدور على تربية الأبناء وتنشئتهم، بصورة إيجابية أو سلبيّة.     فما   الأوضاع الأسرية التي تؤثّر في التربية الاجتماعيّة؟ وكيف تتعامل معها الأسرة؟      أقراء أيضا :العوامل التي تؤثّر في التربية الأسـرية أولاً- الوضع العاطفي للأسرة :         يختلف تأثير الأسرة في النمو الاجتماعي للفرد،   تبعاً لنوع الأسرة   والعلاقة العاطفية التي تربط بين أفرادها، إيجاباً أو سلباً. فعلاقة الطفل بالأب في سنو...

مرطب للبشرة

 المكونات خذي بياض بيض   ملعقة حليب  ملعقة عسل طريقة العمل واخلطيها جيدا وضعيها على الوجه لمدة 15 دقيقة ثم اغسلي وجهك  أقراء ايضا للحصول على شعر أسود لامع  وصفه مضمونه ومجربه لعمل رموش كثيفة  مرطب طبيعي للشفاه  طريقة العناية بالقدمين  وصفة لزيادة الوزن الطبيعي من 5 الى 7 كيلو فى الشهر وصفه مجربه لزياده الصدر مرطب طبيعي  لاطاله الشعر في شهر ونصف  اكليل الجبل لعلاج قشرة الشعر الدهني  وصفه لشد الوجه  وصفه لبشره صافيه و نقيه للحصول على اظافر قويه وصلبه وصفة لتكثيف الشعر  لشعر ناعم كأنه مستشور طريقه عمل زيت مساج في المنزل  مرطب طبيعي للوجه لبشرة كالحرير  طريقة تفتيح  وتنعيم الكوع والركبة تنعيم وتفتيح اليدين  طريقة نفخ الشفاه في المنزل  طريقة عمل ماسك لشد الوجه  ماسك للبشره الدهنيه  فوائد بياض البيض للبشره  توجد العديد من الفوائد التجميلية لبياض البيض منها  أنه يحارب حب الشباب  يصغر المسامات الكبيره   يقوم بالتخلص من الرؤوس السوداء يمنع انتفاخ منطقه حو...