التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اسئلة لكلّ منها جواب. وتدور كلّها حول الأساليب التربوية الوالدية

                                             

1- الطفل واستخدام الكمبيوتر 


        ســؤال:

    " أصبح الكمبيوتر جهازاً علمياً وتعليميّاً، فرض وجوده على الكبار والصغار، والأهل يشجعون أبناءهم على التعامل مع هذا الجهاز.. فما هو العمر المناسب عند الطفل للبدء باستخدام الكمبيوتر، بعيداً عن التأثيرات السلبية؟ "

    جــواب:

   إنّ جهاز الكمبيوتر، أو (الحاسب=الحاسوب) كما يسمّى باللغة العربية، هو جهاز عجيب وساحر، تفوّق على التلفاز في جاذبيته وقدرته على إيصال العلوم والمعارف المختلفة. ومن هنا، أصبحت استخدامات الكمبيوتر ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها، في عمليّات الإدارة والتسلية والتعلّم والحصول على المعارف.. وغيرها.. ولذلك فمن المفيد أن يتدرّب الأطفال منذ الصغر، على استخدام هذا الجهاز. ولكن ما هي السنّ المناسبة لذلك..؟

    ثمّة اختلافات في الرأي حول استخدام الكمبيونر من قبل الأطفال؛ منها ما يرتبط بالعمر، ومنها ما يرتبط بقدرات كلّ طفل ومستوى استعداداته للتدريب والتعلّم.. لكن ثمّة إجماع أيضاً بين بعض الخبراء التربويين، على أنّ الطفل يمكنه أن يتعامل (يلعب) مع الكمبيوتر، إذا ما بلغ السنة الرابعة من عمره، ولا سيّما إذا ما أظهر اهتماماً بذلك واستجابة. ولا بدّ أن يعمد الوالدان –في هذه الحال- من تشجيع الطفل في حدود إمكاناته، وتدريبه على الأعمال التي يمكنه القيام بها، في التعامل مع هذا الجهاز.

    ويتدرّج هذا التدريب في الارتقاء، مع تقدّم عمر الطفل وتطوّر قدراته المعرفيّة والعقليّة، إلى أن يكتسب مهارة ذاتية راقية تمكّنه من القيام بمهمّات صعبة ومعقّدة، ليس فقط من أجل التسلية فحسب، بل لكي يفيده حلّها في الحصول على المعرفة للحياة الدراسية والاجتماعية.. ولا ضير من إشراك أطفال آخرين معه في النشاط الواحد، لكي تتعزّز عنده الروح الجماعية / الاجتماعيّة بدلا ً من العزلة والفردانية، التي تعدّ من التأثيرات السلبية لاستخدام الكمبيوتر.

   ويتوجّب على الوالدين، إضافة إلى ما سبق، مراعاة المدّة التي يسمح للطفل بقضائها مع الكمبيوتر، بحيث لا تتعدّى الحدود المقبولة، والتي لا تؤثّر سلباً على سلامة صحّته الجسدية والبصرية، وأيضاً النفسيّة.


 2- شراسة الطفل وعدوانيته :

     ســؤال:

   " طفلة في السادسة من العمر، طباعها شرسة وعدوانيّة إلى درجة إيذاء الآخرين، على الرغم من حسن التعامل معها.. ما طبيعة هذه السلوك؟ وما هي أسبابه؟ "

     جــواب: 

   يتّسم سلوك الطفلة – على ما يبدو في السؤال – بما يسمّى (العدوانية المادية) التي تتجلّى في مظاهر خشونة التعامل مع الآخرين، والاعتداء المتعمّد عليهم، إلى درجة إلحاق الأذى بهم وتخريب ممتلكاتهم بلا أسباب.. وبالتالي، فإنّ هذا الشكل / السلوك من العدوان، هو ردّ فعل سلبي تجاه الآخرين، يعبّر عن مظهر من مظاهر النفور الاجتماعي.

    قد يعتدي الطفل –أحياناً- على نفسه، كأن يقوم بشدّ شعره أو ضرب رأسه بالحائط، أو إلقاء نفسه على الأرض.. وغير ذلك من السلوكات السلبية التي تعبّر عن نفوره من الآخرين وشعوره بأنّه مضطهد من قبلهم، وأنّه مرفوض اجتماعيّاً، ولا سيّما من أفراد أسرته.. وهذا الأسباب مجتمعة، تؤكّد أن  السلوك العدواني، هو سلوك مكتسب ومتعلّم كما يقول / باندورا/، شأنه في ذلك كأي شكل من أشكال السلوك الاجتماعي.

    ولكن قد تكون ثمّة أسباب أخرى لاكتساب هذه الطفلة السلوك العدواني، ومن هذه الأسباب: الإيذاء الجسدي الذي تتعرّض له من قبل الوالدين، حبّ التملك عندها والرغبة في السيطرة بالقوّة، الشعور بالنقص والمنافسة الشرسة لتعويضه.. إضافة إلى الأجواء العامة السائدة في الأسرة، والتي تشجّع على السلوك العدواني.

    فسلوك الطفلة العدواني / الشرس إذن، ليس  صفة وراثية بقدر ما هو صفة مكتسبة.. وقد يكون للبيئة المحيطة بالطفلة، الدور الكبير والفاعل في تكوين  هذه الصفة وتعزيزها  من خلال الممارسة المتكرّرة.. ولا سيّما إذا كانت البيئة الأسرية تتّسم بقسوة المعاملة وإحباط الرغبات، والتي يجسّد الوالدان فيها الصورة الحقيقيّة للتعامل الأسري..!!

أقراء ايضأ :  يتضمّن (16)سؤالاً لكلّ منها جواب. وتدور كلّها حول الأساليب التربوية الوالدية 2

  الطفل والجنس الآخر :

      ســؤال:

   " طفل في الخامسة من عمره، يكره اللعب مع الجنس الآخر.. فهل هذا سلوك غير سوي؟ أم هو بداية لإثبات للدور الجنسي؟  "

 جــواب:

   ثمّة معايير للنمو النفسي/ الاجتماعي في هذه السنّ، كثيرة ومتنوّعة، ومنها أنّ الأطفال يختارون رفاقهم وأصدقاءهم من أبناء جنسهم (الذكور أو الإناث). ففي هذه المرحلة النمائية، تحدث تغيّرات واضحة في العلاقات الاجتماعية بين الأقران، حيث يختلف اللعب الجماعي بين الأطفال من الجنسين، عمّا كان عليه في السنوات القليلة السابقة.

    وممّا يلاحظ أنّ الأطفال قبل السنة الرابعة، لا يجدون فرقاً في اللعب مع الصبيان أو مع البنات، سواء كانت الألعاب ذكوريّة أو أنثوية.. ولكنّ الأطفال ما بين السنة الرابع والخامسة، يبدأون الارتباط مع أقران من جنسهم، يرافقونهم ويتواصلون معهم ويلعبون.. بينما يخجل الطفل وربّما يرتبك، إذا ما وجد نفسه وحيداً – أو رآه الآخرون – بين مجموعة من البنات.

   ويكون للوالدين هنا، دور كبير في تعزيز هذا الانفصال الجنسي، حيث يقومون بتشجيع  الصبيان على إظهار سلوك الرجولة، مقابل تشجيع سلوك الأنوثة عن البنات. وهذا ما يقود إلى بداية التمييز السلبي/ الفعلي بين الذكور والإناث، إذا لم يؤخذ في إطار الدور الجنسي التكاملي.

    ومهما يكن الأمر، فإنّ ميل الطفل المعنى بالسؤال، وهو في هذه السنّ، إلى اللعب مع أبناء جنسه ورفض اللعب مع الجنس الآخر، هو ظاهرة طبيعيّة إذا ما أخذت في سياق النموّ العام.. ولكنّها  قد تنقلب إلى سلوك غير سوي تجاه الجنس الآخر، وقد تصبح مشكلة لدى الطفل، ليس الآن فحسب، بل وفي المستقبل، إذا ما عزّزت التمايز السلبي الذي يعوّق التعامل الإيجابي بين الجنسين، على أسس التقدير والاحترام المتبادل.

  وهنا تتحّلى مسؤولية في تربية الأطفال، وفق العدالة والمساواة بين الجنسين، ومن ثمّ تأتي مسؤولية المؤسّسات التربوية، لتتكامل مع الأسرة  في تربية الدور الجنسي السليم، لكلّ من الذكور والإناث..

أقراء ايضأ : تضمّن (16) سؤالاً لكلّ منها جواب. وتدور كلّها حول الأساليب التربوية الوالدية، ولا سيّما الأساليب  الخاطئة وما ينجم عنها من ردود فعل سلبية عند الأبناء، وكيفية التعامل معها. 3

  4- عدم تقبّل الوالدين الطفل:

     ســؤال:

   " ثلاثة أطفال في أسرة، أصغرهم عمره ثلاث سنوات.. يشعر الأب أنّ زوجته لا تتقبّل هذا الطفل الصغير (الأخير)، إلى درجة الرغبة في التخلّص منه.. ويخشى الأب أن يتفاقم الأمر ويصبح مشكلة تؤثّر في نموّ الطفل.. فكيف يتصرّف؟ "

 

      جــواب:

   إنّه لمن المستغرب حقّاً أن نجد أحد الوالدين، يرفض ابنه أو ينبذه إلى درجة التخلّص منه.. ولكنّ هذه الظاهرة – على الرغم من ندرتها – موجودة على ما يبدو، وتتجلّى في معاملة الآباء والأمّهات بعض الأطفال، معاملة مغايرة تماماً لمعاملة أخوتهم.. ممّا يجعل هؤلاء الأطفال يشعرون بأنّهم مرفوضون من قِبَل والديهم، أو غير مرغوب فيهم.

    ولا شكّ أنّ كلّما تكرّر سلوك الوالدين الرافض من خلال معاملة الطفل، كان التأثير السلبيّ بالغاً في تكوين نفسيّة هذا الطفل وتعامله مع أفراد أسرته.. ولا سيّما إذا بدأت هذه المعاملة منذ السنوات الأولى من حياته، حيث يكون اعتماده كليّاً على والديه، وهو بحاجة إلى الحبّ والعطف والرعاية، ومزيد من الاهتمام، بينما يلقى منهما، الإهمال والإذلال، والتذمّر منه وتجنّب التحدث معه، ورفض طلباته مقارنة بأخوته، إضافة إلى تهديده بالطرد من الأسرة.

    إنّ خطورة نبذ الأم للطفل ورفض وجوده، تكمن في تهديد شعوره بالأمن، وتقويض ثقته بنفسه وبمن حوله، وتوليد مشاعر العجز والإحباط التي تؤدّي إلى انزوائه، وفشله في التكيّف الذاتي والاجتماعي، وما ينتج عن ذلك من مشاعر الحقد على أفراد أسرته جميعهم. وربّما لجأ إلى ردّات فعل عنيفة، كالسرقة والتمرّد والتخريب، بقصد المواجهة والتعويض عمّا ينقصه في الأسرة.

     ولذلك، ينصح الوالدان بالمبادرة السريعة إلى تقصّي أسباب هذا النبذ التي تشعر به الأم، لأنّ المشكلة ليست عند الطفل، بل عند أمّه.. والعمل على كيفيّة تخليص الأم من هذا الشعور، مقابل تخليص الطفل من ردّات فعله وتأثيراتها السلبيّة على بناء شخصيّته ومستقبل حياته وحياة الأسرة  على حدّ سواء.

    5- ضعف الانتباه عند الطفل :

       ســؤال:

   " طفلة في السنة الرابعة من عمرها.. تبدو ضعيفة الانتباه والتركيز على كثير من الأمور، التي تحاول أمّها أن تثير اهتمامها بها. فهل في ذلك الضعف مشكلة من نوع معيّن؟

   جــواب:

   الانتباه والتركيز من العمليات الذهنيّة / العقلية الأساسيّة،  للتعلّم وتفهّم طبيعة الأشياء بأبعادها وتأثيراتها. وتتجلّى قدرة الطفل على الانتباه والتركيز، إذا ما قام بعمل ما (ذهني أو حركي) واستمرّ فيه حتى النهاية، من دون انقطاع أو انشغال عنه.. أي المتابعة لإنجازه.

    ولكنّ الطفل في عمر السنة الرابعة أو الخامسة، كما هي الحال عند الطفل المعنى بالسؤال،  يكون أقلّ قدرة على الانتباه الذي يتطلّب التركيز الدقيق، والقيم بنشاط ذهني  مدّة من الوقت لا تناسب مع مستوى نضجه العقلي، لأنّه لم يمتلك بعد مهارات تنظيم العمليات العقلية اللازمة لهذا النشاط أو ذاك.. كما أنّه لا يستطيع أن يتحرّر من المؤثّرات الخارجيّة التي تشتت انتباهه وتشغله عن التركيز والمتابعة.

    كما أنّ الطفل – قبل السنة السادسة- لا يستطيع أن يلمّ دفعة واحدة بمجموعة من الأفكار، التي  تكوّن كلّ واحداً، ما لم تكن قليلة العدد وبسيطة التركيب.. ولذلك نراه –غالباً- يهمل عدداً من عناصر الموضوع، بسبب عجزه عن التركيز المطلوب.

    وتأسيساً على المعطيات السابقة، فليس ثمّة مشكلة عند الطفل في هذه المرحلة.. ولكنّ الوضع يتطلّب من الوالدين في الأسرة، والمربين في روضة الأطفال –إن وجدت- العمل على إيجاد الأسلوب المناسب لتدريبه على التركيز وضبط الانتباه، من خلال توفير المثيرات اللازمة وتعريضه لخبرات ناقصة يمكنه أن يكملها ويتفاعل معها.. وبذلك تنمو لديه دقّة الملاحظة وشدّة الانتباه، وبالتالي القدرة على متابعة التركيز للفهم والاستيعاب، المعرفي والخبراتي.

أقراء أيضا : مشكلات الأبناء ومواقف الوالدين

    6- الطفل وتفكيك الألعاب :

      ســؤال:

   " طفل في روضة الأطفال، عمره خمس سنوات.. يحبّ أن يلعب بالألعاب اليدوية والأدوات. ولكنّه يفكّك الأداة أو اللعبة إلى درجة تخريبها أو إتلافها.. ماذا يعني هذا السلوك؟ وكيف تتعامل معه المعلّمة (المربية) في الروضة..؟ "

   جــواب:

   إنّ ظاهرة تفكيك الألعاب والأدوات، ليست مشكلة عند الأطفال في هذه المرحلة، إذا ما أخذت في إطارها الطبيعي.. وإنّما هي رغبة الطفل في البحث والاكتشاف ومعرفة كلّ جديد يعرض أمامه. وهذا يعني الميل إلى التجريب والاطلاع، وليس إلى التخريب؛ وإذا حدث نوع ما من التخريب أو الإتلاف، فهذا ليس فعلاّ متعمّداً يقوم به الطفل، إلاّ إذا كان ردّ فعل انتقاميّ على أسلوب المعلّمة القاسي، أو على معاناة الطفل من معاملة أسرته أو رفاقه.

    وهذا السلوك التجريبي، إلى جانب الإكثار من الأسئلة والاستفسارات التي يوجّهها الطفل إلى والديه أو مربيته، ليس إلاّ تعبيراً عن فضول الطفل لزيادة معارفه ومهاراته وخبراته، عن طبيعة الأشياء التي يتعامل معها في البيئة المحيطة به.. وهذا ما يسهم في تحقيق شخصيّته في إطار النمو العقلي السليم، الذي يترافق بالتفكير الهادىء، من دون عائق أو تشويش.

    وبما أنّ الطفل يمارس نشاطاته في روضة الأطفال، فإن للمعلّمة (المربية) في الروضة دوراً كبيراً في توفير الفرص  الآمنة لكي يمارس الطفل النشاطات التي تشبع حاجته إلى التجريب والاكتشاف. وذلك مكن خلال الألعاب التي تقدّمها له والمناشط التي تكلّفه بها، ولا سيّما تلك التي لا تتوافر له في المنزل..على أن يترافق ذلك بإشراف المعلّمة وتوجيهاتها إلى الطفل، لكيفيّة استخدام اللعبة أو الأداة، ومن ثمّ الحفاظ على سلامتها.

    وبذلك تنمو قدرة الطفل على التعامل مع الأشياء بفاعلية، ومن خلال الملاحظة وتعرّف طبيعة المواد المصنوعة منها، وأشكالها وحجومها وألوانها، وبالتالي مهارة استخدامها والاستفادة منها. ولكن إذا لاحظت المعلّمة أنّ الطفل يعمد إلى التخريب المقصود، فلا بدّ أن تقوم بالبحث عن الأسباب، بالتعاون مع الأهل والعمل على حلّ المشكلة.

    7- تفضيل الصبيان على البنات :

        ســؤال:

     " ثمّة أب يقول: أستغرب من أنّ زوجتي تفضّل الأبناء / الصبيان على البنات، ويظهر هذا مي محبّها وتعاملها، إلى درجة تشعر فيها البنات بالإحباط والدونيّة. حاولت إقناعها بخطأ هذا التفضيل، ولكن دون جدوى.. ماذا يمكنني أن أفعل..؟ "

 جــواب:

   لا بدّ من الاعتراف بداية، إنّه على الرغم من اندثار ظاهرة تفضيل البنين على البنات، أو التمييز فيما بينهم، آخذة في الاندثار إلى حدّ بعيد، فهي ما زالت موجودة، وإن بنسبة قليلة..

والأمر الغريب في هذا السؤال، هو أنّ الأم هي التي تفضّل الأبناء على البنات، وهذا نقيض المألوف والمتعارف عليه، ولا سيّما أنّ التفضيل بين الأبناء بوجه عام، مرفوض وغير مستحبّ اجتماعيّاً وإنسانياً، مهما كان مصدره  وطبيعته وغايته.

     إنّ أسلوب التفرقة الوالدية في التعامل مع الأبناء، ولا سيّما التمييز بين الذكور منهم  والإناث، سواء كان من جانب الأب أو من جانب الأم، يترتّب علي تكوين علاقات غير سوية بين شخصيّات الأخوة والأخوات، بل علاقات حاقدة مليئة بالغيرة والأنانية.. لأنّ بعضهم يتعوّد أن يأخذ كلّ شيء على حساب الآخرين، الذين يشعرون بالظلم والدونيّة نتيجة معاناتهم من الإحباط والحرمان من حقوقهم، بينما يتنعّم غيرها بكلّ ما يطلب ويرغب.

    وقد يؤدّي التفضيل بين الأبناء، إلى تكوين اتجاهات سلبية عند المحرومين منهم، ربّما تدفع ببعضهم إلى سلوكات انتقامية داخل الأسرة أو خارجها، بقصد التعويض عمّا فاتهم في الأسرة. ولذلك، ينبغي على الوالدين عدم إظهار أي نوع من أنواع التفضيل (التمييز) بين الأبناء، مهما كانت الأسباب والمبرّرات، حتى وإن شعر أحد الوالدين بشيء من ذلك بينه وبين نفسه.

    أمّا في حالة الأم المعنية بالسؤال-هنا- فلا بدّ أن يتحلّ الزوج (الأب) بالصبر والعقلانية في استمرار الحوار مع زوجته، للتوصّل إلى إقناعها بالآثار السلبية التي يتركها تفضيلها بين الأبناء، من خلال الأبناء أنفسهم (الصبيان والبنات) وتحسّس مشاعرهم ومعاناتهم، حتى أولئك المُفَضّلين. والاتفاق على معاملة عادلة ومتوازنة في الحبّ والرعاية والاحترام، ضماناً لنموّهم النفسي ونضجهم الاجتماعي، وبالتالي حفاظاً على تماسكم الأخوي وانتمائهم الأسري.

   8- شعور الطفل بإهمال والديه :

        ســؤال:

   " يقول طفل في العاشرة من عمره، أشعر منذ صغري، بأنّ والديّ لا يعيراني الاهتمام اللازم.. ويتركاني أفعل ما أريد.. كرهت هذه المعاملة، وأشعر بالقلق وعدم الاستقرار..ما ذنبي في ذلك؟ وماذا أفعل؟ "

 

      جــواب:

   إنّه سؤال وجيه وفي غاية من الأهميّة والخطورة معاً، لأنّ الطفل السائل يشعر بالبعد النفسي عن والديه، والذي يتجلّى بوضوح في حرمانه من رعايتهما التربوية، وما ينتج عنه من الإهمال والمعاناة من القلق وعدم الاستقرار.

    قد ترجع أسباب إهمال الوالدين للطفل، إلى طبيعة عمل كلّ منهما (الأب والأم) خارج المنزل، حيث يعود كلّ منهما متعباً فلا يجدان الوقت الكافي للاهتمام بالطفل الذي يترقّب عودتهما ويتوق للقائهما.. وقد ينجم الإهمال بسبب كثيرة عدد الأبناء في الأسرة، وعدم قدرة الوالدين، حتى وإن كانت الأم لا تعمل خارج البيت، على تأمين متطلّباتهم، فيهمل بعضهم من دون قصد.

    ومهما تكن الأسباب الكامنة وراء إهمال الوالدين للطفل، فلا يجوز البتّة أن يصل الطفل جرّاء هذا الإهمال، إلى الشعور المباشر بتأثيراته السلبية، والتي قد ينجم عنها نتائج خطيرة تنعكس على مجمل صحّة الطفل (الجسدية والعقليّة والنفسيّة والاجتماعية). فينشأ أنانيّاً منطوياً على ذاته، يشعر بنقص الثقة بالنفس وعدم القدرة على التكيّف الاجتماعي.. وربّما يترافق ذلك بسلوكات مضطربة تدلّ على كراهيّة الطفل / الفرد للأسرة والحقد على المجتمع، ممّا يؤدّي بالتالي إلى انحرافات اجتماعية / أخلاقية، مثل: (الكذب، الهروب من المنزل، السرقة، العدوان، التخريب..) وغيرها من المشكلات السلوكية التي تصعب معالجتها في بعض الأحيان، بسبب أبعادها الذاتية والاجتماعية.

    ولذلك ينصح والدا الطفل الإسراع بتفهّم حالة الطفل، وتعرّف علاقتها معاملتهما له (رعاية واهتمام) والعمل على تلافي تأثيراتها السلبيّة قبل فوات الأوان. وليتذكّر الوالدان أنّ الطفل لا ذنب له سوى أنّه نتيجة تربية خاطئة، هما المسؤولان عنها وعليهما تصحيحها، مهما كانت ظروفها وطبيعة عملهما، فالأبناء هم الثروة الأغلى التي لا تنضب.

أقراء أيضا : مشكلات الأبناء ومواقف الوالدين 2

9- طفولة الآباء ومعاملة الأبناء :

      ســؤال:

   " يُلاحظ أحياناً، أنّ معاملة بعض الآباء لأبنائهم، تعود إلى المعاملة التي تلقّاها هؤلاء الآباء في طفولتهم.. فهل هذه صحيح تربوياً؟ وما هي تأثيراته بالنسبة للأبناء..؟ "

جواب:

    لا شكّ أن أساليب المعاملة التربوية التي يتلقاها الطفل / الفرد في الأسرة، تؤثّر إلى حدّ بعيد في تكوين شخصيّته العامة، بما في ذلك سلوكاته وتصرّفاته الذاتيّة والاجتماعيّة، وفي إطار أسرته الحاليّة والمستقبليّة، سواء كانت هذه السلوكات (التصرّفات) إيجابية أو سلبية.

     فقد أكّدت دراسات كثيرة، نفسيّة وتربوية، أنّ الخبرات والتجارب الحياتية، ولا سيّما القاسيّة منها، التي مرّ بها الوالدون عندما كانوا صغاراً، لها تأثيرات واضحة في تعاملهم مع أبنائهم.. حيث يعكس بعض الآباء والأمّهات – بصورة مباشرة أو غير مباشرة، الكثير ممّا  لاقوه من معاملة أسرية في أيام طفولتهم.

    وتشير في هذا الصدد، دراسة قام بها / بارك وكولمر / إلى أنّ الوالد المسيء إلى طفله، أسيئت معاملته وهو طفل.. فهذا الأب عندما كان طفلاً، تعامل مع نموذج أبوي مسيء له. والاحتمال الأكبر أن يكون قد امتصّ معايير هذا النموذج وطريقته في التعامل مع الأطفال، ومع الآخرين أيضاً.

    وكذلك الحال، فإنّ الأم الصارمة في معاملتها مع أطفالها، ولا سيّما معاملة البنات، قد تعرّضت في طفولتها إلى معاملة قاسية من أمّها، حيث كانت الأم تلزمها بالعناية بأخوته والقيام بأعمال البيت، وغير ذلك من الأعمال التي لم تكن تتناسب مع قدراتها. وعندما أصبحت هذه الطفلة أمّا ولها أسرة وأطفال، فهي تمارس في معاملة أطفالها ما اكتسبته من خبرات قاسيّة في طفولتها.

   وفي المقابل، فإنّ الآباء والأمّهات الذين عاشوا في طفولتهم حياة ملؤها التآلف والاحترام، واكتسبوا خبرات سارة، وجدانية وسلوكيّة، فإنّهم –بلا شكّ- سيطبّقون ما اكتسبوه في أسرهم المستقبلية التي تنعم المحبّة والاستقرار.. وليس في الأمر غرابة، ما دام الوالدان هما القدوة  لأبنائهم، وعلى هذه القدوة تقع المسؤوليّة التربويّة.

 10- العلاقة الضعيفة بين الأخوة :

       ســؤال:

   " يوجد –أحياناً – ضعف في العلاقة بين الأخوة ضمن النطاق الأسري.. ما تأثير ذلك على النموّ الاجتماعي عند الأبناء؟ وما دور الوالدين في هذه العلاقة؟ "

   جــواب:

   إنّ للعلاقات التفاعليّة المتبادلة بين الأخوة والأخوات في الأسرة، دور كبير في إكساب الأطفال / الأبناء، الكثير من العناصر المكوّنة للشخصيّة.. فيتعلّم كلّ طفل من أخوته كيف يتعاون مع الآخرين، وكيف يحترمهم، وكيف يتنافس معهم، وكيف يقدّر ذاته من خلالهم.. وغير ذلك من الخبرات التي تؤثّر في تعلّمه السلوكات الصحيحة والتصرّفات المقبولة، والتمييز بين الصواب والخطأ، وهو يشعر معهم ومن خلالهم، بالحب والعطف والطمأنينة.

    كما أنّ العلاقات التفاعلية السليمة بين الطفل وأخوته، ولا سيّما الكبار منهم، تساعده في تنمية مهاراته الحركية وقدراته العقلية في مجالات مختلفة، حيث يقوم الأخوة الكبار – إلى جانب الوالدين- بدور المعلّم والمرشد لأخوتهم الصغار، في كثير من المواقف والمناشط اليوميّة، بما يسهم في تحقيق التوافق الاجتماعي المطلوب عند الأطفال.

    قد يؤثّر حجم الأسرة في شبكة العلاقات بين الأخوة، حيث تتّسع الفرصة أمام الطفل للتفاعل مع الأخوة بزيادة عددهم.. فالطفل الذي يعيش في أسرة كبيرة الحجم –إلى حدّ ما – يتمتّع بصداقة أخوته وصحبتهم، فيجد فيهم رفقاء اللعب والمجال الاجتماعي الذي يؤنسه ويخرجه من وحدته.. وهذا على عكس الطفل الوحيد في الأسرة، الذي لا يجد في كثير من الأحيان، من يلعب معه أو يشاركه مشاعره، فيحرم من العلاقات الاجتماعية الضرورية للنمو العام النفسي والاجتماعي.

    إنّ خلق هذه العلاقات التفاعلية بين الأخوة، هي مسألة تربوية يتحمّلها الوالدان بالدرجة الأولى، وذلك من خلال تأمين الأجواء الأسرية النقيّة، المبنيّة على الاحترام المتبادل بين الجميع، حيث يتكامل دور الوالدين في تنشئة الأبناء وإكسابهم مهارات التوافق الاجتماعي، داخل الأسرة وخارجها.

11- الأم العاملة والواجب التربوي :

       ســؤال:

   " تقول أمّ عاملة: أشعر أحياناً بأنّني مقصّرة في واجباتي تجاه أسرتي.. كيف يمكنني أن أتجاوز هذا الشعور؟ وأوفّق بين عملي المهني وعملي الأسري؟  "

   جــواب:

   ما زالت الآراء تتضارب حول تأثير خروج المرأة إلى العمل، على واجباتها الأسرية بصورة عامة، وعلى تربية الأطفال بصورة خاصة. فمنذ وقت ليس ببعيد، كانت معظم الدراسات تشير إلى أنّ خروج المرأة للعمل، قلّل من أداء وظائفها الأسريّة، وإثّر في واجباتها نحو رعاية الأطفال وتربيتهم، بسبب انشغالها عنهم لساعات طويلة من اليوم.

    فقد أشارت بعض الدراسات، إلى أنّ الأمّهات العاملات تواجهن صراعاً في الأدوار نتيجة لتحمّلهنّ أعباء متنوّعة، ممّا ينعكس سلباً على العلاقة بين الأم والأبناء. وأكّدت هذه الدراسات، أنّ غياب الأم الطويل والمتكرّر عن الطفل، ولا سيّما في السنوات الثلاث الأولى من عمره، يترك آثاراً  سلبية على بناء شخصيّته، حيث يفقد الطفل الشعور بالأمن والاستقرار، ويعيش حالة من الحيرة والقلق والاضطراب، حتى وإن وضع في عهدة أمّ (مربية) بديلة.

    وفي المقابل، أظهرت بعض الدراسات أنّ عمل الأم خارج البين، ليس له أي تأثيرات سلبية على تنشئة الأطفال، ولا سيّما إذا ما جهدت الأم لتعويض الأطفال الرعاية الضرورية والاهتمام اللازم، لتأمين مستلزمات نموّهم الجسدي والنفسي والاجتماعي. وأشارت الدراسات إلى أنّ أبناء الأمّهات العاملات، هم أكثر نضجاً انفعالياً من أبناء الأمهات غير العاملات.. إذ أنّ الأمهات العاملات أكثر ميلاً إلى إعطاء الأطفال فرصاً للاستقلال والتعبير عن الذات.. إضافة إلى إقبال الأم العاملة على الأطفال بلهفة لتعويض الوقت الذي ابتعدت فيه عنهم، بينما تستخدم الأم غير العاملة أسلوب العنف والزجر، بسبب مللها وبقائها مع الأطفال طوال اليوم.

    وإذا كانت الدراسات تتباين حول تأثيرات عمل المرأة / الأم خارج المنزل، على الحياة الأسرية، فإنّ قدرة الأم العاملة على التوفيق بين واجباتها الأسرية / التربوية، وواجباتها تجاه عملّها الذي اختارته بنفسها، هو العامل الأساسي في تلافي -أو بالأحرى تحاشي- أيّة تأثيرات سلبيّة قد تنجم عن عملها هذا.. ولا بدّ هنا من التعاون والتنسيق بين الأب والأم حول ظروف العمل والتكيّف معها داخل الأسرة بطريقة إيجابية.

12- الوالدان المتعلّمان وتربية الأطفال :

      ســؤال:

   " تشير بعض الدراسات التربوية إلى أنّ لمستوى الوالدين التعليمي، تأثير كبير في تربية الأبناء.. فإلى أي مدى يكون هذا التأثير؟ وفي أي الجوانب التربوية يكون أكثر فاعليّة؟  "

  جــواب:

   لا أحد ينكر أو يتجاهل، أن الأفراد المتعلّمين أكثر قدرة على التعامل مع ظروف الحياة ومتطلّباتها، من الأفراد الأميين أو ضعيفي التعليم، وإن كانت ثمّة حالات استثنائية في هذه المسألة. ولذلك، بعدّ المستوى التعليمي أحد العوامل البارزة والمؤثّرة في اتجاهات الوالدين نحو تربية الأبناء، وتحديد الأساليب التربوية المناسبة. وإن كان مستوى الوالدين التعليمي يرتبط-غالباً- بالمستوى الوظيفي أو بالمكانة الاجتماعية التي يحصلون عليها.

    فمن المؤكّد، بل ومن المفروض أيضاً، أنّ معارف الفرد تزداد كلّما ارتقى مستوى تعليمه، وتتّسع نتيجة لذلك  آفاق خبراته وتجاربه الحياتية، المتعلّقة بالسلوكات الإنسانية بصورة عامة.. وهذا ما ينعكس على طبيعة قيمه واتجاهاته وأساليب حياته، وبالتالي على معاملته لأبنائه، حيث يكون قادراً عل تفهّم أوضاعهم وسلوكاتهم، وتعديلها وفق طرائق وأساليب علميّة مفيدة.

    أمّا تدنّي المستوى التعليمي عند الآباء والأمهات، فإنّه يؤدّي إلى جهل غالبيتهم بأساليب المعاملة الوالدية / التربوية الناجحة. وذلك بسبب قلّة اطلاعهم على المبادىء والتجارب المتعلّقة بتربية الأطفال وتنشئتهم.. وهذا ما يقود بالتالي إلى مواقف والدية كثيرة وخاطئة في هذه التنشئة، ولا سيّما المعاملة المتذبذبة، أو التسلّط والقسوة إلى حدّ النبذ والحرمان، أو التساهل المفرط إلى حدّ الإهمال أو التغاضي عن تصرّفات الأطفال.. وغير ذلك ممّا يسهم في بناء شخصيّات مضطربة غير قادرة على التكيّف الحياتي، الذاتي والاجتماعي.

    فالمستوى التعليمي للوالدين إذن، يؤثّر بشكل إيجابي – مباشر أو غير مباشر- في أساليب تعاملهم مع الأبناء، حيث يتمتّع الوالدون بكفاءة  ثقافية / تربوية تمكّنهم من مواجهة متطلّبات تربية الأبناء وفق مراحل نموّهم المتدرّجة، والقيام بمسؤوليات  تنشئتهم وإعدادهم للحياة الآنية والمستقبليّة.

أقراء أيضا :الاثار التربوية ومستقبل الابناء

  13- الأسرة والتنميط الجنسي :

      ســؤال:

   " يؤكّد التربويون على دور البيئة عامة والبيئة الأسرية خاصة، في تشكيل قيم الأطفال / الأفراد وسلوكاتهم.. فإلى أي يكون تأثير البيئة في تنميط الدور الجنسي للذكر والأنثى..؟"

   جــواب:

   تختلف المعايير الاجتماعية التي تنظّم تعامل الأفراد في المجتمعات، من مجتمع إلى آخر بحسب طبيعة هذه المجتمعات ونظرتها إلى الفرد، من حيث مكانته ونوعه الجنسي. وبذلك تظهر الفروقات الجنسيّة التي تتوقّف درجة قوّتها واتّساعها، على المعطيات الثقافية السائدة في المجتمع.

    ويعتقد الكثير من علماء النفس، أنّ البنين والبنات يولدون ولديهم قليل من الميول السلوكيّة المتباعدة.. ويأتي المجتمع (البيئة الاجتماعية املعاة) ليقوم بدور كبير وقويّ في تشكيل ملامح الشخصيّة الخاصة لكلّ من الجنسين. وثمّة دليل على أنّ الكبار يقومون بتشريط (تحديد) السلوك الجنسي، أو ما يسمّى " الدور الجنسي "، حيث يتلقّى البنون والبنات امتيازات وضغوطات مختلفة، تقودهم إلى السلوك المناسب لجنسهم.

     فنجد بعض الوالدين – على سبيل المثال – يعزّزون الدور الجنسي من حيث لا يدرون، من خلال إطلاق بعض الألقاب المحبّبة إلى الطفل:" ملاك بابا الصغير.. رجل ماما الصغير.." إضافة إلى السماح للبنين بالتجوال في مساحات أوسع وبرقابة أقلّ ممّا يسمح للبنات. وفي المقابل، قد يسمح للبنات بالتعبير عن مشاعرهنّ بينما يضغط على البنين بقمع هذه المشاعر.

    وقد يقوم المعلّمون أيضاً بإهانة البنين بصوت مرتفع، بينما يؤنّبون البنات بصوت هادىء ولطيف، من دون أن يدركوا أنّهم يعزّزون بذلك، الفروقات بين الجنسين (الذكور والإناث). إضافة لما تكرّسه المناهج المدرسيّة من تنميط الرجل والمرأة، من خلال ما ينسب إلى كلّ منهما من أعمال، داخل المنزل وخارجه.

    ولا بدّ من التذكير أيضاً، بأنّ وسائل الإعلام تقوّي الدروس المتعلّمة عن الأدوار الجنسيّة، وهي تصوّر في برامجها كلاّ من الذكور والإناث طبقاً لأنماطهم الجنسيّة التقليديّة. فنجد بعض برامج التلفاز المقدّمة للأطفال، مثلاّ: تظهر الصبيان نشيطين فاعلين، بينما تظهر البنات منفعلات، وغالباً ما ينفّذن أوامر الصبيان.. والأمر كذلك في معظم قصص الأطفال..!!

   وهكذا تبدو البيئة الاجتماعية العامة، بمؤثّراتها المختلفة، العامل الأساسي في تنميط الدور الجنسي، سواء كان هذا الدور إيجابياً أو سلبياً..                                                                                                                                                                                                                                                                   14- الفروق الفرديّة والفروق البيئيّة :

     ســؤال:

   " يختلف الناس في اتجاهاتهم حول الكثير من الأمور الحياتيّة.. فهل يعود هذا الاختلاف إلى الفروق الفرديّة أم إلى الفروق البيئيّة / التربوية؟ وهل يمكن تغيير الاتّجاه..؟ "

    جــواب:

   تعرّف الاتّجاهات –بوجه عام- بأنّها مفاهيم، أو معايير، متعلّمة ذات صفة تقويميّة، ترتبط بأفكار الناس ومشاعرهم وسلوكاتهم.. أي أنّ الاتّجاهات مكتسبة، يكون للعنصر المعرفي، الفكري دور كبير في تكوينها. فأفكار الناس عن الموضوعات المتعلّقة بالاتّجاه، تبنى على أساس كلّ من المعرفة والخبرة. ولذلك يهتمّ علماء النفس بالعلاقة بين الفكر والعناصر السلوكيّة للاتّجاه.

    فثمّة تأثير واضح للسلوك في الجوانب الانفعالية والفكرية للاتّجاهات، بحسب نظريّة (التنافر المعرفي). فإذا كان ثمّة تصارع بين أفكار الناس وأعمالهم، فإنّهم يكونون عرضة للشعور بعدم الارتياح.. وقد يعمد هؤلاء إلى تقويم أفكارهم بقصد التقليل من هذا التنافر (التصارع) وإيجاد صيغة للتناسق والتوافق بين الأفكار والسلوكات.

    فالناس لم يولدوا ولديهم اتّجاهات خاصّة، ولكنّهم يكتسبونها من خلال الملاحظة والخبرة والاشتراط الإجرائي والاستجابي، ومن خلال الأنماط المعرفيّة للتعلّم؛ حيث تكون هذه المؤّثرات متداخلة في الخبرة الواحدة. ولذلك، تشكّل الاتّجاهات المتكوّنة بطريقة جيّدة والمتأصّلة، خبرات الناس تجاه الأشياء المتعلّقة باتّجاهاتهم.. وتؤثّر بالتالي في السلوك المتعلّق بهدف الاتّجاه والتفاعلات الشخصيّة الخاصّة به.

    واستناداً إلى عوامل تكوين الاتّجاه، فإنّ عمليّة تغيير الاتّجاه تكون بطيئة، حيث يمكن أن يتغيّر الاتّجاه عندما يتعرّض الفرد (الأفراد) إلى خبرات ومعلومات جديدة.. وتتمّ عملية التغيير بالطريقة ذاتها التي تمّت بها عمليّة التكوين، بفعل عومل الملاحظة والإشراط والأنماط المعرفيّة للتعلّم.. وهذا ما يعطي أهميّة كبيرة للمثيرات البيئيّة /التربوية، والتي تختلف تأثيراتها في تكوين الاتجاهات، داخل الأسرة وخارجها في المؤسّسات المعنيّة بالتربية.

  15- النمذجة في التربية :

      ســؤال:

   " يشدّد في الميدان التربوي، على دور القدوة في التعلّم، أو التعلّم بالقدوة لإكساب الأطفال الأفكار والسلوكات المرغوبة.. فهل يقود التمسّك بالقدوة إلى نوع ما من النمذجة، أو التوحّد مع القدوة..؟ "

   جــواب:

   " ثمّة اتّجاهات تربوية كثيرة تنادي بدور المربّي / المعلّم القدوة، الذي يستطيع أن يتواصل من الطفل بصورة إيجابية، ويغرس لديه الأفكار الصحيحة والسلوكات الاجتماعية / الأخلاقيّة السليمة. حتى لتصبح القدوة بالنسبة للطفل مثاله الأعلى ونموذجه الأوحد، فيصل إلى مرحلّة التوحّد معها.. ولا ضير في ذلك إذا كان هذا النموذج قدوة حسنة.

    فحينما يتعلّم الطفل نوعاً من السلوك، فإنّه يصغي أولاً إلى النموذج الذي يتأثّر به، حيث يوجّه نفسه نحو سلوك هذا النموذج متجاهلاً سلوك الآخرين، وهذا يترافق مع دوافع إيجابية. ولذلك، فإنّ ملاحظة سلوك النموذج  لن تؤدّي –بحدّ ذاتها- إلى التعلّم، إلاّ إذا كان ما يقوم به النموذج يلبّي حاجات الطفل الوجدانيّة والسلوكيّة.

   يقول / إلبرت مندورا /: إنّ الأساس الأعمق للنمذجة هو التوحّد، أي العملية التي تجعل للفرد مشاعر وأفكاراً وأعمالاً، تتمّ تابعة لفرد آخر كنموذج.. ويصف / باندورا / التوحّد بأنّه: عملية مستمرّة  تتحقّق من خلالها استجابات جديدة لدى الفرد، مع تعديل الرصيد الموجود عنده من السلوك، كنتيجة للخبرة المباشرة من النموذج، وغير المباشرة.

   واستناداً إلى هذه المعطيات، يقرّر علماء التحليل النفسي، أنّ الطفل يوظّف كلّ من والديه كنموذج، لأنّهما يملكان قدرة التعبير عن الحبّ تجاهه أو كبحه..وفي هذا الصدد، يؤكّد /باندورا / أنّ التنشئة الحميمة التي يقوم بها الوالدان، ولا سيّما الوالدان اللذان يتفاعلان مع طفلهما باستمرار، تميل بالطفل إلى تقليد سلوكهما أكثر من تقليد الطفل لسلوك الوالدين المتحفّظين في فرض سلوكهما على الطفل.

    وهنا يظهر الفرق بين القدوة / النموذج، التي تراعي قدرات الطفل واهتماماته، فتصل به إلى بناء شخصيّ سليم،  والنمذجة التقليدية التي يفرضها بعض الوالدين ليكون الطفل نسخة مطابقة لهم أصلاً، فيفشلون في الوصول إليها.

     16- التربية الجمالية للأطفال:

        ســؤال:

   " ثمّة أمّ تحبّ الفنّ والجمال.. ترغب في أن تربّي أبناءها على التذوّق الفني والجمالي وممارستهما في حياتهم الخاصّة والعامّة.. ما هو الأسلوب المناسب للتربية الجمالية عند الأطفال..؟ "

       جــواب:

   يقول عالم التربية الشهير / جان جاك روسّو /: " لو استطاع أحد ما أن ينتزع من قلوبنا حبّ الجمال، لما بقي للحياة في أعيننا أي سحر.." وهذا يعني أن الجمال سمة من سمات الإنسان الذي خُلِق على أجمل صورة، من دون الكائنات الحيّة الأخرى. فالإنسان يحبّ الجمال ويستمتع بالأشياء الجميلة، لأنّها تجلب له المتعة والسعادة، وتبعده عن الملل والكآبة.

   ولمّا كانت الأسرة هي المؤسّسة التي تضع الأسس التربوية لشخصيّة الطفل / الفرد من جميع الجوانب الخاصة بالشخصيّة المتوازنة والمتكاملة، فإنّ التربية الجمالية أحد هذه الجوانب، حيث تستطيع الأسرة أن تملأ حياة الطفل بكلّ ما هو جميل، وتعزّز لديه حب الجمال (الروحي والطبيعي)، فتثري بذلك عالم الطفل بالجمال وتفتح أمامه  فرص الإبداع الفنّي والجمالي.

    لقد أكّدت دراسات وبحوث تربوية كثيرة، أنّ التربية الجمالية للأطفال، تستطيع أن تسهم في تكوين الشخصيّة وبنائها الوجداني والأخلاقي، من خلال الأدب والموسيقى والفنّ والرسم.. وغير ذلك من الأعمال الفنيّة الراقية، التي تنفذ إلى أعماق الأطفال وتطهّر مشاعرهم وأفكارهم، وتصعّد سلوكاتهم تجاه ذواتهم وتجاه الآخرين من حولهم.

    وهنا يبرز الدور الأسري، الهام والكبير،  ولا سيّما دور الأم التي تمثّل القدوة أمام الأطفال في خلق الأجواء الجمالية في البيت، وإثارة رغبة الأطفال – منذ سنوات الطفولة المبكرة- للمشاركة في النشاطات البيئية ذات الطابع الفنّي، والذي يتطلّب صنع الأشياء الجميلة.

    فيكلّف الأطفال مثلاً، بترتيب بعض أثاث البيت، أو العناية بأصص الورود ونباتات الزينة.. وتؤمّن لهم –في المقابل- الأجواء المناسبة لكي يمارسوا بعض الهوايات الفنيّة، في الرسم وصنع أشياء جميلة من مواد بسيطة ومتوفّرة،كما يفسح لهم المجال لكي يغنّوا ويعزفوا الموسيقا.. على أنّ تتمّ هذه النشاطات كلّها تحت إشراف الوالدين وتوجيههما إلى العمل الصحيح والأفضل..

    وبذلك يمكن للأم أن تربّي أطفالها التربية الجمالية التي ترغب.

أقراء أيضا : الاثار التربوية ومستقبل الابناء 2

  17- تعثّر الأطفال في اللفظ السليم :

     ســؤال:

   " تقول معلّمة: نلاحظ أنّ بعض الأطفال في السنة الابتدائية الأولى، يتعثّرون في اكتساب اللغة ويتخلّفون عن أقرانهم في القدرة اللفظيّة.. فيلاقون صعوبة في التعلّم.. ما أسباب هذا التعثّر؟ وكيف نتعامل مع هؤلاء الأطفال المتعثّرين؟

 جــواب:

    يرتبط النموّ اللغوي في كثير من جوانبه بالنموّ العقلي عند الطفل، حيث يسهم النموّ اللغوي –في الوقت نفسه- في تنمية النموّ العقلي. ومن المعروف أنّ اللغة وثيقة الصلة بالفكر، وعندما يكوّن الطفل صورة ذهنيّة عن المدركات الحسيّة للأشياء الموجودة حوله، فإنّه يحتاج إلى اللغة لتثبيت هذه المدركات، ومن ثمّ التعبير عنها أمام الآخرين. وهنا يكون لمستوى النموّ اللغوي دور كبير في تسهيل عمليّة التعبير.
   ولكنّ تكوين الصور الذهنية للموجودات الحسيّة، والتعبير عنها، ليس في مستوى واحد عند الأطفال الذين هم في عمر واحد، وإنّما ثمّة مستويات مختلفة فيما بينهم، قد ترجع إلى فروقات فرديّة بين الأطفال أنفسهم من جهة، أو إلى فروقات في البيئات الثقافية / الأسرية، واللغة التي يسمعها الطفل في هذه الأسرة أو تلك، والتي من شأنها أن تؤثّر في لغة الطفل وثروته اللفظية، بشكل إيجابي أو بشكل سلبي. ويأتي دور الروضة والمدرسة ليكمل دور الأسرة في التنمية اللغوية عند الطفل، وزيادة ثروته اللفظيّة، من خلال المناشط المختلفة التي تتطلّب الحوار والنقاش.
    ولا بدّ من التأكيد على أنّ الدور الكبير في تنمية المهارات اللغوية عند الأطفال، يجب أن يركّز بالدرجة الأولى، على مهارتي (الاستماع والمحادثة)، ومن ثمّ تأتي مهارتا القراءة والكتابة. ويتمّ ذلك من خلال المناشط المختلفة التي تتطلبّ الحوار والنقاش، والقصص والحكايات  والألعاب والتعبير عن الصور.. وغيرها ممّا يتيح للأطفال فرص التحدّث والتساؤل، سواء في البيت أو في المدرسة.
    وكما يقول أحد اللغويين / التربويين: إذا أردنا أن نعلّم الطفل اللغة، يجب أن نضعه في حمّام من اللغة ".
وهذا يعني أن تكون البيئة المحيطة بالطفل غنيّة بالمثيرات على استخدام القوالب اللغوية سليمة اللفظ. وهذه مسؤوليّة المعلّمة في النشاطات الصفيّة واللاصفيّة.

  18- اختلاف الأخوة في المشاعر والانفعالات:

     ســؤال:

   " أربعة أطفال في أسرة، يختلفون في مشاعرهم وانفعالاتهم، حتى أنّ انفعالات أحدّهم تتميّز بالشدّة سواء في الفرح أو في الغضب.. ما هي الوسائل المناسبة للتعامل معهم؟ "

  جــواب:

   تشكّل الانفعالات وسائل خاصّة، يستخدمها الشخص للتعبير عن مشاعره الوجدانية والاجتماعية، ولا سيّما إذا ما كانت هذه المشاعر تعاني من ضغوطات ذات تأثيرات سلبية. أمّا بالنسبة للطفل، فإنّ الانفعالات تشكّل وسيلته الأساسيّة في التعامل الاجتماعي، ولا سيّما في سنواته الأولى، وقبل أن يمتلك المهارة اللغوية التي تمكّنه من التعبير عن مشاعره ومطالبها الوجدانية.

   ومن المظاهر الانفعالية عند الطفل، أنّها تكون مناسبة للموقف الذي يعيشه.. فيعبّر بحركات أعضاء الجسم أو بالغضب أو بالكلام وبصوت مرتفع، سواء في حالات الفرح والسعادة، أو في حالات الخوف والألم والاضطراب. وعلى الرغم من نموّ الانفعالات عند بعض الأطفال بنوع من الشدّة – أحياناً-، فإنّها لا تلبث أن تأخذ في الهدوء والاستقرار، مع التقدّم في النموّ العام، حيث يستطيع الطفل أن يتحكّم بها ويوجّهها، وفقاً لعوامل جسديةّ / ذاتية، وعوامل بيئيّة / أسرية واجتماعيّة.

  فالفروقات الانفعالية / الوجدانية بين الأطفال الأخوة، موجودة ولا يمكن تجاهلها، كما هي الحال في الفروقات  العقلية والسلوكيّة.. وهذا يتطلّب من الأسرة أن تتفهّم طبيعة كلّ طفل وما يصدر عنها من مشاعر وانفعالات، ومن ثمّ تعمل على تأمين الحاجات النفسيّة الأساسيّة لكلّ طفل، ولا سيّما الأمن والاطمئنان، والتقدير والاحترام، بحيث يعيش في بيئة تربوية صالحة، تبعده عن الخوف والقلق، وتحميه من أساليب المعاملة المناقضة.. وهذا كلّه يهذّب انفعالات الأطفال، ويوجّهها إلى التعبير عن المواقف الإيجابية.

أقراء أيضا : الاثار التربوية ومستقبل الابناء 3

تعليقات

  1. سبحان الله والحمدالله والاالله الاالله والله واكبر

    ردحذف
  2. سبحان الله والحمدالله والاالله والاالله والله اكبر

    ردحذف
  3. سبحان الله والحمدالله والاالله والاالله والله اكبر

    ردحذف

إرسال تعليق

مرحبا بتعليقك عبر عن رائيك شاركنا....

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مفهوم التربية الأخلاقية وأهدافها واهميتها طرائقه

  أولاً- مفهوم التربية الأخلاقية وأبعادها  يجمع المربون على أنّ تنمية القيم الأخلاقية في نفوس الناشئة، جزء أساس من عناصر التربية العامة، وأنّ كلّ تربية تخلو من العناصر الأخلاقية، ما هي إلاّ تربية عديمة الجدوى.  فتربية الشخصية المتكاملة والمتوازنة، لا تتحقّق إلاّ مع التربية الأخلاقية السليمة، باعتبار أنّ الأخلاق إذا ما تأصّلت في ذات الفرد، تصبح قوّة دافعة للسلوك والعمل والتعامل الإيجابي والفعّال.  وانطلاقاً من هذه الأهميّة للأخلاق والقيم والأخلاقية، فقد جهد الباحثون والدارسون، في إعطاء مفهومات للتربية الأخلاقية، من جوانبها المختلفة.  فعرّفت التربية الأخلاقية من حيث تعليم القيم الأخلاقية، بأنّها: التعليم المباشر وغير المباشر للأخلاق بهدف التعرّف إلى قيمة السلوك الخيّر أو الخُلقي، في ذاته من جهة، وبالنسبة للأفراد والمجتمع من جهة أخرى، وتحليل المبادىء التي تتحدّد في ضوئها هذه القيمة أو تلك..  أي أنّ التربية الأخلاقية هي: تعليم المبادىء الأخلاقية وممارستها، أو هي تكوين بصيرة  أخلاقية عند الطفل / الفرد، يمكنه بها التمييز بين سلوكي الخير والشرّ.  ...

العوامل التي تؤثّر في التربية الأسـرية

     تمتاز التربية الأسرية بأنّهما عمليّة نفسيّة – اجتماعية، يخضع لها الفرد (الكائن البشري) من ولادته حتى نضجه، حيث يصبح شخصاً اجتماعيّاً كامل الصفات والموجبات اللازمة لعضويته الاجتماعيّة.وتقوم هذه العملية على التفاعل بين الطفل والأسرة، من خلال مجموعة من الروابط والعلاقات التي تنظّم حياة الأسرة، وتحدّد دور كلّ فرد فيها..وثمّة عوامل مؤثّرة في هذه العلاقات، تتمثّل في أوضاع الأسرة: (العاطفية والأخلاقية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية)، حيث تتفاعل هذه العوامل فيما بينها، لتشكّل طبيعة النظام الأسري الذي ينعكس بدور على تربية الأبناء وتنشئتهم، بصورة إيجابية أو سلبيّة.     فما   الأوضاع الأسرية التي تؤثّر في التربية الاجتماعيّة؟ وكيف تتعامل معها الأسرة؟      أقراء أيضا :العوامل التي تؤثّر في التربية الأسـرية أولاً- الوضع العاطفي للأسرة :         يختلف تأثير الأسرة في النمو الاجتماعي للفرد،   تبعاً لنوع الأسرة   والعلاقة العاطفية التي تربط بين أفرادها، إيجاباً أو سلباً. فعلاقة الطفل بالأب في سنو...

مرطب للبشرة

 المكونات خذي بياض بيض   ملعقة حليب  ملعقة عسل طريقة العمل واخلطيها جيدا وضعيها على الوجه لمدة 15 دقيقة ثم اغسلي وجهك  أقراء ايضا للحصول على شعر أسود لامع  وصفه مضمونه ومجربه لعمل رموش كثيفة  مرطب طبيعي للشفاه  طريقة العناية بالقدمين  وصفة لزيادة الوزن الطبيعي من 5 الى 7 كيلو فى الشهر وصفه مجربه لزياده الصدر مرطب طبيعي  لاطاله الشعر في شهر ونصف  اكليل الجبل لعلاج قشرة الشعر الدهني  وصفه لشد الوجه  وصفه لبشره صافيه و نقيه للحصول على اظافر قويه وصلبه وصفة لتكثيف الشعر  لشعر ناعم كأنه مستشور طريقه عمل زيت مساج في المنزل  مرطب طبيعي للوجه لبشرة كالحرير  طريقة تفتيح  وتنعيم الكوع والركبة تنعيم وتفتيح اليدين  طريقة نفخ الشفاه في المنزل  طريقة عمل ماسك لشد الوجه  ماسك للبشره الدهنيه  فوائد بياض البيض للبشره  توجد العديد من الفوائد التجميلية لبياض البيض منها  أنه يحارب حب الشباب  يصغر المسامات الكبيره   يقوم بالتخلص من الرؤوس السوداء يمنع انتفاخ منطقه حو...