التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2021

التربية الاجتماعية في الأسرة

    مقدمــــة:    القيم جزء من الإرث الثقافي للمجتمع، ولكي تستمرّ المجتمعات موحدّة متماسكة، فلابدّ من أن تستند إلى قواعد وأسس ثابتة تقوم على منظومات من القيم تعبّر عن طبيعة المجتمع وخصائصه، وتعمل على إدماج الفرد في الإطار الثقافي / الاجتماعي، وتتجلّى في أنماط سلوكية تصبح من مكونات شخصيته  وسيتناول هذا الفصل قضية مهمة إنسانياً وتربوياً، وهي منظومة القيم التربوية، باعتبار النسق القيمي ومضموناته هي إحدى الركائز التي تقوم عليها التربية الاجتماعية كهدف ووظيفة، من خلال معرفة ماهية القيم وتعريفها وتصنيفها، ثم البحث في تعلّمها واكتسابها من خلال  التربية الأسرية، ودورها في بناء منظومة القيم الاجتماعية.    أقراء أيضا :العوامل التي تؤثّر في التربية الأسـرية أول اً- مفهوم القيمة وطبيعتها:     بما أنّ الإنسان كائن اجتماعي يعيش نظام المجتمع المكون من أفراد تجمعهم قيم ومثل،  يتعاملون من خلالها بعضهم مع بعض ومع غيرهم، فإنّ دراسة القيم تعدّ ضرورة من الضرورات اللازمة للتربية، بمؤسساتها وطرائقها النظامية وغير النظامية،  في سعيها نحو منا...

طبيعة وخصائص التربية الاجتماعية

مقدمة   تظهر حاجة الطفل إلى الانتماء الاجتماعي والتجمّع في مجموعات مماثلة قبل سنّ المدرسة، ويعتمد التفاعل الاجتماعي على نضج الطفل جسدياًّ وعقلياًّ واجتماعياًّ، ومع تقدّمه في العمر تتغيّر أنماط سلوكه ضمن الأسرة ومع جماعة الرفاق والأصدقاء. ولذلك فعلى الأسرة أن توائم بين مطالب التربية وقيم المجتمع، وتستمد أهدافها من أهداف المجتمع الذي تربّي له الأبناء في ضوء معايير الجماعة وقيمها.   ولكي يتمّ   انتقال القيم من المجتمع الحالي إلى مجتمع المستقبل، وتتطوّر، لابدّ أن تكون التربية الأسرية متطورة أيضاً في إطارها الاجتماعي والتربوي، من حيث الهدف والمحتوى والطرائق لتسهيل هذا الانتقال القيمي. وهذا ما يتمّ من خلال التربية الاجتماعية في الأسرة.   أولاً-التربية الاجتماعيّة (طبيعتها وخصائصها): ا لتربية عملية اجتماعية من حيث المنطلق والهدف، لأنّ موضوعها الإنسان وغايتها الإنسان، وهي بالتالي تستهدف نموّ الفرد وتكييفه مع ذاته ومجتمعه. فالإنسان هو نتاج المجتمع الذي يعيش فيه، وشخصيّة اجتماعيّة أكثر منها بيولوجية.      فالإنسان نتاج المجتمع وعمليّة التطبيع الاجتماعي...